التمييــز القديم ما بين التهديــدات الداخلية والخارجية لألمن صار مصطنعًا في جانــب كبير منه، وبالتالي فــإن اللجوء إلى اإلجراءات أحادية الجانب والتدابير العســكرية قد ال يكون الرد الفعال عليها. ينطبق ذلك على تهديدات شــديدة التنوع تمتد من اإلرهاب، واالتجار بالمخدرات، والهجرة، وصوًلا إلى التدهور . ((( البيئي، وغيرها بالنســبة إلى أوروبــا، تتمثل التهديدات القادمة مــن الجنوب في: الهجرة (الشــرعية وغير الشــرعية)؛ والنمو الســكاني؛ والفقــر؛ واإلسالموية (يضيف البعض وسم الراديكالية)؛ وعدم االستقرار السياسي؛ واإلرهاب... لكن الهجرة ، ومعها اإلرهاب، هما األكثر إثارة ((( التــي تُدرَك من منظــور التهديد المجتمعي ، ال سيما في صلتها ((( " قضية أمنية رئيســة " للتوجس. تظل الهجرة غير الشــرعية باإلرهاب والجريمة. وعلى نحو عام، تدرك الدول الغربية التهديد القادم من دول التطرف اإلسالمو [و] الهجرة غير المتحكَم " جنوب المتوســط بالتركيز على فيهــا. وإنه لَمن الالفت كيف يجر الربــط بين هاتَين الظاهرتَين االجتماعيتَين . لكن وضع الهجرة في المغرب العربي ((( " المختلفتَين في مدرك التهديد نفســه قــد تبدّل: فقــد تحوّلت المنطقة من منطقة للهجرة إلى أرض اســتقبال وعبور . لقد صارت قضية الهجرة فيه ((( للمهاجريــن من جنوب الصحراء الكبرى أيضًا مصدر قلق سياســي اليوم؛ ولم تعد قضية أوروبية فحســب، وهو ما حاجّت به الحكومات المغاربية لسنوات. واليوم تُنقل عملية أمننة الهجرة الجارية في أوروبا باتجاه المنطقة المغاربية. س ـ ِل من تحليل التشــكيلة اإلقليمية والتهديدات في إقليم المتوسط عدد � ين (1) Richard Ned Lebow, Why Nations Fight: Past and Future Motives for War (Cambridge: Cambridge University Press, 2010, p. 169). (2) Jef Huysmans, The Politics of Insecurity: Fear, Migration and Asylum in the EU (London: Routledge, 2006). (3) Calleya, Security Challenges in the Euro-Med, op.cit., p. 14-15. (4) Helmut Dietrich, « Le front du désert : des camps européens de réfugiés en Afrique du Nord », Références, 1, Terra, 2004 – http://www.reseau- terra.eu/article308.html [consulté le 25/10/2018]. (5) Ali Bensaâd, Le Maghreb à l’épreuve des migrations subsahariennes(Paris, Karthala, 2009).
140
Made with FlippingBook Online newsletter