كان أكبر مما أحدثته أزمة لوكربي، ألنها عرّضت مســتقبلها 5 + 5 فــي مبــادرة فرض منطق " للخطر فعليًا. يلحظ جان-روبرت هنر أنه مع عملية برشــلونة، أورومتوسطي شامل نفسه اآلن على غرب المتوسط، ما نتج منه آثار جديدة في . لكن عقب خيبات األمل المتراكمة في عملية برشــلونة أعاد ((( " نظامه العالئقي . وعُقدت، في 5 + 5 الشــركاء في المغرب العربي وجنوب أوروبا تفعيل عملية التي أكدت انبعاث المبادرة والعودة إلى 5 + 5 ، قمة مجموعة 2003 تونــس عام متوسطي محدود، بعيدًا عن الفوضى في الشرق األوسط. فعكست – إطار غرب هذه القمة، األولى من نوعها في المتوسط، تطورًا في استراتيجيات الفاعلين في غرب المتوســط أسفرت عنه الصعوبات التي واجهتْها الشراكة األورومتوسطية. لقد كان األمر تعبيرًا عن محاولة جديدة لفك االرتباط بين حوضَي المتوســط قيّض لها أن تنجح هذه المرة بفضل السياق اإلقليمي المواتي. تثبــت التجــارب المختلفة، حين يتعلــق األمر بالتعاون بيــن الدول، أن الصعوبات تكون أقل في حالة عدد محدود من الفاعلين، بغية التمكن من النجاح والمضي قدمًا على نحو أسرع، مقارنة بعدد أكبر من الفاعلين. لكن بعض القضايا الشــاملة ال يمكن مناقشــتها في إطار إقليمي فرعي فض ًلا عن تســويتها، خاصة حين ال يشــارك فيه الفاعلون الرئيســون المعنيون. فعلى سبيل المثال، محاولة مناقشــة أسلحة الدمار الشامل في غرب المتوسط وترك الحوض الشرقي حيث االنتشــار الحقيقي لها يعد محض هراء، خاصة أنه ما مِن دولة في إقليم غرب المتوسط تسعى المتالك هذا النوع من األسلحة. بهذا المعنى، يمكن أن تكون إعادة التركيز، أحيانًا، محاولة تفاد للمشــكالت بدال من معالجتها. تعني إعادة التركيز، لتعذر وجود سبل أخرى، حلقة مفرغة بما تتضمنه من انخراط مستمر في االرتباط/فك االرتباط بال توقُف، وفقًا للمتطلبات/االهتمامات اآلنية للفاعلين. إذا كانــت المبادرات اإلقليميــة المختلفة غير متعارضة، فإن مخاطر االزدواجية كبيرة، ومن هنا تتأتّى الحاجة إلى هيكلة إقليمية لهذه المبادرات. لكن ذلك كله ال ينتقص من اإلســهام األكيد للمقاربــات اإلقليمية الفرعية. وال يمكن لغرب متوسط مستقر إال أن يشكّل مصدر قوة إلقليم المتوسط برمته. (1) Jean-Robert Henry, « La Méditerranée occidentale en quête d’un ‘destin commun’ », L’Année du Maghreb, 1, 2004, p. 12.
144
Made with FlippingBook Online newsletter