يتجه نحو التوار ، " الفكرة المغاربية " آخذة في التآكل ومنظور " الظاهرة المغاربية " انتهى به " المغرب الكائن " وذلك ألســباب متنوعة. ويبدو كما لو أن العجز في تحت تأثير السياسات األوروبية خاصة. " المغرب لذاته " األمر بالشروع في التهام وال يُعزى كل شيء في هذه الحالة إلى الدينامية األورومتوسطية، بل تعد عوامل التوتر الداخلية (بين الدول المغاربية) السبب الرئيس. مهمــا يكــن من أمر، من الواضح أن ثمة حضــورًا ثابتًا للظاهرة المغاربية في التشــكيلة المتوسطية، على الرغم من غياب التكامل المغاربي البيني. تتسم المبــادرات اإلقليميــة األوروبية (حوار اتحاد أوروبا الغربية، وعملية الشــراكة األورومتوســطية، وسياســة الجوار األوروبي، والحوار حول السياسة الخارجية واألمنية المشتركة) واألوروأطلسية (الحوار المتوسطي للحلف األطلسي) بكونها التي 5 + 5 مبادرات شــاملة موجهة للجوار المتوســطي برمته، باستثناء مجموعة تقتصر على فضاء غرب المتوسط. وتنخرط البلدان المغاربية في كل منها على نحــو منفــرد. وحتى مع غياب كيان مغاربي خــاص، تتمايز هذه األطر بمكوّن مغاربي ال يمكن إنكاره. ففي الحوار المؤقت، الذ أشــرف عليه اتحاد أوروبا الغربية، ثالثة شــركاء متوســطيين فقط لم يكونوا مغاربيين؛ وفي الحوار الذ يقوده حلف شــمالي األطلســي، تنتمي أربع دول من أصل ســبعة إلى المغرب العربــي. ما يعكس ثقل المغرب العربي في مدركات التهديد وتحديد المصالح األمنية وسياســات التعاون، بالنسبة لالتحاد األوروبي ولحلف شمالي األطلسي على حد السواء. وتنخــرط البلدان المغاربية في اآلليات األوروبية تبعًا للتصورات األوروبية عن المغرب العربي. إذ يقسّم االتحاد هذا األخير إلى ثالث دوائر، على النحو الــذ أكدنــاه آنفًا: تعاقدت الجزائر والمغرب وتونس على التزامات مؤسســية مــع االتحــاد األوروبي (اتفاقات تعاون ثم اتفاقات شــراكة في إطار الشــراكة األورومتوسطية، وخطط عمل أيضًا، ثم أولويات الشراكة في إطار سياسة الجوار
région méditerranéenne », 2003, p.1 – https://liberalarts.utexas.edu/france-ut/_files/pdf/ resources/camau.pdf [consulté le 13/11/2018].
146
Made with FlippingBook Online newsletter