كتاب غرب المتوسط

أوروبا إلى مركَبَي األمن اإلقليمي في أوروبا وغرب المتوسط. من منظور أمني، هــذا التعــدد في االنتماء هو أيضًا نتا ما يســميه اليك اآلثار الخارجية األمنية . فإذا ما وُجدت هذه المركبات ((( العابــرة للحدود التي تؤثر في عدد من الدول وكان القرب الجغرافي يولّد آثارًا خارجية، فإن بعض الدول تجد نفســها عالقة . هذا االنتماء المتعدد إلى المركَبات مســتبعد ((( بيــن عدة مركَبات أمنية إقليمية في تصوّر بوزان الخاص؛ وهذا قيد يرِد على مقاربته مثلما ســنوضحه في مثال غرب المتوسط. تتفق مقاربة حداد ومقاربتنا في فكرة أساسية واحدة هي التعامل مع غرب المتوســط بوصفه مركَبًا أمنيًا. لكن المقاربتَين تختلفان في ثالث نقاط رئيســة تنتــج منها آثــار مفهومية وتحليلية بطبيعة الحال. أو ًلا ، خالف حداد الذ لم يناقش فكرة غرب المتوســط، شــرعنا في وضع إشكالية وتصور مفهومي لفهم هذا اإلقليم، وهو ما جعلنا نأخذ في حســباننا شــروطًا تفاعلية تتجاوز محض التحديد الجغرافي الضيق للمنطقة بصورة تسمح لنا بدمج دولتَين غير مشاطئَتين (موريتانيــا والبرتغــال) ودولة جزرية (مالطا). يقدم حــداد ، من جانبه، رؤية جغرافية بالمعنى الجغرافي الضيق لمنطقة غرب المتوسط بوصفها تضم الجزائر وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وليبيا والمغرب وتونس. ثانيًا، وعلى عكس حداد ، ال " واص ًلا " نتعامل مع مركَب األمن اإلقليمي الغرب متوسطي بوصفه مركَبًا فرعيًا بين مركَبي األمن اإلقليمي الشــرق أوســطي واألوروبي، حتى لو كنا نشــاركه فكرة الطابع الراســخ لمركَب األمن اإلقليمي الغرب متوســطي، وذلك لسببَين. مــن جهة، يعتمــد تعريفنا/تحديدنا لمركَب األمن اإلقليمي الغرب متوســطي، تحديــدًا، على الخصائص والديناميات األمنية الخاصة بالحوض الغربي، والتي بين مركَبي " صلة " تميزه من الحوض الشرقي. من جهة أخرى، إذا كان ال بد من األمن اإلقليمي الشرق أوسطي واألوروبي، فإن االتحاد األوروبي هو من يتولى ذلك. وهذا ما يقوم به االتحاد األوروبي بالفعل، فهو يطور عرضًا إقليميًا موجهًا إلى اإلقليم المتوســط في مجموعه، مع تبنّيه مبدأ التمايز الذاتي الذ يســمح (1) Lake, « Regional Security Complexes: a Systems Approach », op.cit., p. 51. (2) Balzacq, « La politique européenne de voisinage, un complexe de sécurité à géométrie variable », art.cit., p. 39.

153

Made with FlippingBook Online newsletter