يشير حداد إلى أن االعتماد المتبادل في غرب المتوسط يشمل قطاعات ، " غير متوازن بطبيعته " ومصادر واتجاهات مختلفة للتهديدات/االنكشافات ألنه وألنه يتطور في القطاع غير العسكر خاصة. ثمة تهديدات بدرجات متفاوتة في مختلف مســتويات األمن وقطاعاته، وهذا التفاوت يؤثر في التفاعالت، ويحدد المدركات األمنية على جانبَي غرب المتوســط. يتبقّى اآلن أن نعرف كيف يؤثر . ((( تفاوت االعتماد المتبادل في األمن داخل هذا اإلقليم يربــط التداخل واالعتماد المتبادل األمنيان في المتوســط، اإلقليم الغرب متوســطي بالبعد العابر لألطلســي، في حين يتســم الحوض الشــرقي بأنه ذو صبغة أكثر محلية (قضاياه إقليمية) ويعتمد على ســلوك الواليات المتحدة على نحــو واضــح. هذا النمط اإلقليمي المتباين أوجزه جان دوفورك، لما كان مدير قســم األبحاث في كلية الدفاع التابعة لحلف شمالي األطلسي في روما، بقوله: داخل غرب المتوســط، يســاهم الوجود العســكر األمريكي القو ، وجنين " السياسة الخارجية واألمنية المشتركة الذ تخلَق بفِعل عملية برشلونة، في ربط الرهانات في المتوســط بالرهانات المعقدة في العالقات عبر األطلسية أو البناء األوروبي؛ أما شــرقًا، فالدمج اإلقليمي الحســاس إلســرائيل ومشكالت النفط يضبطان إيقاع الدينامية االســتراتيجية التي خضعت لالســتقطاب بفعل مكافحة . إن قدرة الدول، في إقليم ((( " اإلرهاب، منذ الحاد عشــر من أيلول/ســبتمبر ، مثلما يقول حداد ، هي " رؤية أمنها بوصفه مســألة اعتماد متبــادل " مــا، على أحد العوامل الرئيســة في تعيين مركَب األمن اإلقليمي، ويتعزّز االعتماد األمني المتبادل ويصير مرئيّا بوســاطة القرب الجغرافي. لذلك فإدراك األمن والعوامل الثقافية والتاريخية والجيوسياســية مضافًا إليها القرب الجغرافي، تشــكل معايير مهمة في تعيين مركَب األمن اإلقليمي. وغرب المتوسط يستوفي قدرًا كبيرًا من . ((( هذه المعايير بما يسوّغ اعتباره مركبًا أمنيًا (1) Haddadi, « The Western Mediterranean as a Security Complex: a Liaison between the European Union and the Middle East? », op.cit., (2) Jean Dufourcq, « L’intelligence de la Méditerranée », Research Paper, 2, 2004, Collège de Défense de l’OTAN (Rome), p. 2 – http://www.ndc.nato.int/about/search.php?curPage=0 [consulté le 15/11/2018]. (3) Haddadi, « The Western Mediterranean as a Security Complex: a Liaison between the European Union and the Middle East? », op.cit.,
159
Made with FlippingBook Online newsletter