األوروبية (واألوروأطلسية على نحو عام). والعالقات في مركّب األمن اإلقليمي الغرب متوســطي ليســت محكومة بالخصومة أو العداء. بل ثمة، على العكس مــن ذلــك، نوع من عالقة التحالف بين بلدان مغاربية (المغرب وتونس) ودول في جنوب أوروبا ال ســيما فرنســا. والواقع أن استراتيجيات االتحاد األوروبي هي التي تصوغ العالقات في مركَب األمن اإلقليمي الغرب المتوسطي. فالنمط العالئقــي الذ يهيــكل العالقات اإلقليميــة هناك هو نمــط الداخل/الخار .) dedans / dehors ( والحــال أن بناء االتحــاد األوروبي لحدوده يجر على طريقة الجماعات ، ((( ) insiders / outsiders األمنية فيرسم خطًا يتبع ثنائية المنتمين/غير المنتمين ( ) fabrication des frontières وتنتــج منه عملية أوروبية الخــتالق الحــدود ( عمليات تكوين " . يشــير يوســف البيد إلــى أن ((( يصحبهــا بنــاء هوياتي أيضًا الهويــة الجماعية تســتتبع، على الــدوام، قضايا معقدة تتعلــق بإضفاء الحدود . وسياســة الجــوار األوروبية هــي التعبير عن هذه العملية ألن ((( " ) bordering ( جيران جدد بأن ينســب إليهم نوعًا من " لتصنيع " االتحاد األوروبي يســتخدمها المكانة الوســيطة: فهم ليســوا أعداء؛ لكن ال ينبغي الخلط بينهم وبين األعضاء . وتحشد أوروبا اآلخر في عالقتها مع جوارها المتوسطي بوساطة ((( المنتمين إليه التمايز والتباعد المجتمعي واالســتراتيجي معًا، لكن ليس بالضرورة عبر أنماط الصديق/العدو، مثلما يتضح من المركَب الفرعي الغرب متوســطي. إذ يصعب فهم هذا األخير على أساس أنماط الصديق/العدو ألن النموذ العالئقي الذ يهيكل العالقات اإلقليمية بين مكونيه؛ األوروبي والمغاربي، هو في واقع األمر نمــط المنتمين/غير المنتمين، في إشــارة إلى مــا إذا كانوا ينتمون إلى االتحاد (1) Sarah Wolff, « La dimension méditerranéenne de la politique Justice et Affaires intérieures », Cultures & Conflits, 66, 2007, p. 77. (2) Balzacq, « La politique européenne de voisinage, un complexe de sécurité à géométrie variable », art.cit., p. 46. (3) Yosef Lapid, « Introduction: Identities, Borders, Orders: Nudging International Relations Theory in a New Direction », in Mathias Albert, David Jacobson and Yosef Lapid (eds.), Identities, Borders, Orders: Rethinking International Relations Theory (Minneapolis: University of Minnesota Press, 2001), p. 7. (4) Balzacq, « La politique européenne de voisinage, un complexe de sécurité à géométrie variable », art.cit., p. 46.
163
Made with FlippingBook Online newsletter