الكامن في (إعادة) صوغ التعريفات أو اقتراح تعريفات جديدة سيظل قويًا؛ لكن هدفنا لن ينهض على اقتراح تعريف جديد لمفهوم اإلقليم أو ســرد التعريفات ) والحالية (الخاصة " اإلقليمية الكالسيكية " القديمة على تنوعها (تلك الخاصة بـ ). لذلك، ســنكتفي بتسليط الضوء على تعريفَين منها، مع " اإلقليمية الجديدة " بـ التركيز على تحليل المحددات المستخدمة في تعريف اإلقليم على نطاق عام. يدفع المســتوى اإلقليمي، الذ يتوسط مســتويي الدولة والنظام الدولي، المعتمــد بوصفه مســتوى التحليل في هذه الدراســة، للواجهــة بمفاهيم تظل ضروريــة على الرغم من صعوبــة اإلحاطة بمضامينها: مثل اإلقليم، واإلقليمية، . ولقد خصصنا الفصل األول من هذا )système régional( والنظــام اإلقليمــي الكتاب لمناقشة مسألتَي اإلقليم كمستوًى للتحليل ثم اإلقليمية. لذلك، سنكتفي هنا بمناقشة مفهوم اإلقليم بخاصة، ما سيمكّننا بعدها من تعيين غرب المتوسط، وحــدوده، وطابعه اإلقليمي البارز، وحركــة اإلقليمية التي تتطور فيه إلى الحد الذ أفضى إلى أن صارت جزءًا ال يتجزأ من هويته وبنائه. وللبدء في تعريف اإلقليم الغرب متوســطي، موضوع بحثنا في هذا الكتاب، سننطلق من مقدمتَين منطقيتَين: أوالهما أن األقاليم مبنية اجتماعيًا؛ وثانيتهما أن العامل الجغرافي مهم، لكنه غير كاف. وعلى النحو الذ أخبرنا به جوزيف نا بدءًا من أواخر ســتينيات القرن حتى وإن " اإلقليم، في االســتخدام الشــائع، مصطلحًا غامضًا " العشــرين، يبدو كان تضميــن البُعــد الجغرافي، في غالب األحيان، في تعريفه يســاعد في فهم هــذا المفهــوم على نحو أفضل. فإذا كانت بعض تجمّعــات الدول قائمة على أساس جغرافي (مثل الجماعة األوروبية)، فإن البعض اآلخر هو تجمعات شبه إقليمية (مثل حلف شمالي األطلسي)، في حين يفتقر بعضها إلى مكون جغرافي ما مِن أقاليم ‹مطلقة› أو " (مثــل الكومنولث البريطاني). ما دفــع نا للقول إنه . إضافة إلى ذلك، فإن أهمية الحدود الجغرافية تتباين بتباين " ‹محددة بالطبيعة› األهــداف: فاإلقليــم ذو األهمية من حيث األمن ليس بالضرورة ذا أهمية لجهة اإلقليم الدولــي (...) على أنه عدد " التكامــل االقتصــاد . لذلك يعــرّف نا . " محــدود من الدول التي تربطها عالقــة جغرافية ودرجة من االعتماد المتبادل والعدد المحتمل لألقاليم، التي يمكن أن تصير مهمة في السياســة الدولية، إنما
15
Made with FlippingBook Online newsletter