امتدادًا لذلك، وفي المركَب الغرب متوسطي والمركَب الساحلي. ويعــد بوزان وويفر إقليم المغرب العربي مركَبا فرعيًا ضعيفًا داخل مركَب ، من دون توضيح سبب هذا الضعف المنسوب ((( األمن اإلقليمي الشرق أوسطي له. ينبغي القول إن اإلقليم المغاربي كان دائمًا على هامش التفاعالت الشــرق لثالثة أسباب رئيسة. أولها أنه لم – الصراعية في أساسها – أوسطية إلى حد ما يكن للمغرب العربي دور رئيس في الصراعات أثناء الحرب الباردة العربية، وإن كانت الجزائر وليبيا والمغرب قد انخرطت في الشؤون العربية/الشرق أوسطية زمن االســتقطاب األيديولوجي وقتها. ولقد أثبتت دراسات مختلفة، بالفعل، أن دور هذه الدول في الصراعات الشرق أوسطية ظل محدودًا مقارنة بدور الفاعلين . وثاني ((( في المشــرق األكثر انخراطًا (مصر وســورية والعراق والسعودية) فيها هذه األســباب أن كثافة العالقات االقتصاديــة والثقافية والتاريخية بين المغرب العربي وأوروبا ساهمت إلى حد كبير في التباعد الملحوظ بين الدول المغاربية وبين صراعات الشرق األوسط. وهكذا يمّم المغرب العربي وجهه شطر الشمال مع مرور الزمن، ألنه ظل عالقًا، طوعًا أو كرهًا، في أثر ديناميات البناء األوروبي. أخيرًا، قلص نزاع الصحراء الغربية من نطاق انخراط الجزائر والمغرب، خاصة أن جامعة الدول العربية رفضت تبنّي الفصل في هذه القضية. يخبرنا بوزان وويفر كيف زاد التشابك المتزايد بين المركَبَين الفرعيَين في الخليج والمشرق العربي، خالل تسعينيات القرن العشرين. بينما ابتعد المركَب
(1) Ibid., p. 193.
عن الحرب الباردة العربية ينظَر خاصة: ((( Malcolm. H. Kerr, The Arab Cold War: Gamal ‘Abl al-Nasir and his Rivals 1958-1970, 3rd ed (Oxford: Oxford University Press, 1971); Patrick Seale, The Struggle for Syria: a Study in Arab Post-War Politics 1945-1958 (Oxford: Oxford University Press, 1965); Bahgat Korany et Hillal Dessouki, The Foreign Policies of Arab States, op.cit. ; فواز جرجس، مطر وهالل، النظام اإلقليمي العربي: دراسة في العالقات السياسية العربية، مرجع سابق؛ الكبرى: دراسة في العالقات العربية-العربية والعربية-والدولية (بيروت: النظام اإلقليمي العربي والقوى ). ونُشر هذا الكتاب باللغة االنكليزية في: 1997 العربية، مركز دراسات الوحدة Fawaz Gerges, The Superpowers and the Middle East: Regional and International Politics 1955-1967 (Boulder: Westview Press, 1995).
169
Made with FlippingBook Online newsletter