كتاب غرب المتوسط

الفرعي المغاربي عن قلب الشرق األوسط، فكان أن صار أقل تعبئة خلف القضايا بل صار مركّبًا له اســتقالليته الخاصة. كما زاد " العربية مما كان عليه من قبل، تأثير االتحاد األوروبي [الذ يصوغ] دينامياته الداخلية. [لكنه] لن يتحول، مع ذلك، إلى مركَب فرعي تابع ألوروبا ما لم تتحول الهجرة إلى سمة رئيسة لألمننة داخل االتحاد األوروبي. فالمتوسط بالنسبة لالتحاد األوروبي، يعد من الحدود . وهكذا يرهن ((( " األقاليمية والعالقة مع شــمال إفريقيا تُدار ضمن هذا الســياق المؤلفــان إلحاق المركّب الفرعي المغاربي بالمركّب األمني اإلقليمي األوروبي بهذا التحول الحاصل في مســألة الهجــرة، والذ صار اليوم حقيقة واقعة بعد أمننة الهجرة على جانبَي البحر المتوســط. ومع المكانة المحورية التي اكتسبتها نـ ًا أمنيًا له دوره في (إعــادة) تحديد العالقة � قضيــة الهجــرة، التي صارت رها األورومغاربية، زاد انفصال المركَب الفرعي المغاربي عن مركَب األمن اإلقليمي الشرق أوسطي وبات أكثر مي ًلا لاللتحام بمركَب األمن اإلقليمي األوروبي. لقد صارت البلدان المغاربية اليوم أكثر انشــغاال بشؤونها األمنية الخاصة وعالقاتها االقتصادية واألمنية مع أوروبا، التي زادت تبعيتها لها. إن المسافة الجغرافية والتفاعلية التي تفصل المركَب الفرعي المغاربي عن مركَب األمن اإلقليمي الشرق أوسطي غير المستقر، وقربَه وعالقاتِه االقتصادية مع االتحاد األوروبي، فضال عن روابطه التاريخية والجيوسياسية مع دول جنوب أوروبا؛ كل هذا يشير إلى أن المركَب المغاربي يميل نحو أوروبا أكثر مما يميل . ((( باتجاه الشرق األوسط كـ َب األمن اإلقليمي صالحة للتطبيق في � نخلــص إلى القول إن مقاربة مر حالة غرب المتوســط: إذ تســمح لنا بفهم أفضل للتحول الذ تشهده اإلقليمية الناشئة في هذا اإلقليم؛ وهي إقليمية تتخذ توجّهًا أمنيًا قويًا بفِعل منظار مزدو قوامه الهجرة واإلرهاب، وتلقي الضوء على االنكشــافات والتهديدات البينذاتية المقيَدة بفضاء محدَد جغرافيًا، وكذلك على التفاعالت التي يمكن أن تجعل من هذا الفضاء مركّب أمن إقليمي. فهي إذًا مقاربة تركز على الديناميات السياســية (1) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 213-214, 259. (2) Haddadi, « The Western Mediterranean as a Security Complex: a Liaison between the European Union and the Middle East? », op.cit.,

170

Made with FlippingBook Online newsletter