كتاب غرب المتوسط

التي تتعاون فيها مجموعة من الدول " المنظومة األمنية " يســميه روبرت جيرفِس بغية إدارة نزاعاتها وتجنّب الحرب، وذلك عبر السعي لتحويل المعضلة األمنية اعتمادًا على أفعالها وافتراضاتها بشــأن ســلوك اآلخرين (كما في نظام الوفاق األوروبي). أخيرًا، الجماعة األمنية هي عكس الشــواش: تُسوَى فيها الخالفات بين جميع أعضائها بحيث تنتفي المخاوف أو االســتعدادات لعدوان سياسي أو عســكر بين األعضاء (كما في حالة الواليات المتحدة وكندا، والبلدان شمال . ((( أوروبا، والجماعة األوروبية) تتوافــق هذه األشــكال الثالثة (التشــكُل الصراعي، والمنظومــة األمنية، والجماعة األمنية) التي قد تتخذها مركَبات األمن اإلقليمية، تقريبًا، مع النماذ الثالثة للفوضى التي اقترحها ألكسندر ونت: الهوبزية؛ والوكية؛ والكانطية، على . فيســتند النموذ األول إلى العداء، والثاني إلى التنافس واألخير إلى ((( التوالي . لقد ((( سـِم ثقافة الجماعات األمنية � الصداقة التي هي ثقافة تعاونية وإندماجية ت عرض ونت طيفًا أوســع من نمط الصداقة/العداء الذ قدمه بوزان جاع ًلا منه أساسًا لمركَبات األمن اإلقليمية، لذلك يسمح لنا نمط ونت الثالثي، المكوّن من ثالثية العداء والتنافس والصداقة، بفهم أفضل للتشــكيلة داخل غرب المتوسط، جنوب على حد السواء. – جنوب وجنوب – في بعدَيه شمال (1) Buzan, People, States and Fear, op.cit., p. 218.

(2) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 54. (3) Wendt, Theory of International Politics, op.cit., 246-302.

يقول باتيســتيال إن تصنيف ونت «صديق، منافس، عدو» يحيل على تصنيف شــميت بعد أن أضاف عليه مســتوى وســيطًا هو التنافس. لكنه يلحظ أن تصوراتهما مختلفة نوعًا ما. عند ونت، يشمل المنافس كال من الصديق والعدو بمفهوم شــميت، ألن شــميت يرى أن الدولة قد تكون إما صديقًا أو عدوًا بحســب طبيعــة العالقــة معهــا؛ فإما تعاون أو قتال ما دام الطرف اآلخر يتنزل في مرتبة الخصم. ويتطابق ذلك مع . «أما العدو عند ونت، lockéenne التشــكيلة الوســيطة عند ونت التي يمثلها التنافس في الفوضى الوكية ) بمفهوم شميت بالنظر إلى أن األعداء بمفهوم ونت يعمدون ante - politique فهو كيان سابق للسياسة ( post - ou méta - إلى اإلبادة المتبادلة. في حين أن الصديق عند ونت كيانًا ما بعد أو ما وراء السياسة ( ) بمفهوم شميت ألن نهاية اللجوء إلى القوة بين األصدقاء عند ونت يعني موت السياسي عند politique شميت» (ينظر حاشية الصفحة): Battistella, Théories des relations internationales, op.cit., p. 333.

172

Made with FlippingBook Online newsletter