يرسم بوزان وويفر مسار االنتقال إلى الجماعة األمنية عبر التذكير باألساس التصرفات األمنية وشــواغل " الــذ يقوم عليه تعريفهمــا للمركَب الذ يضم ينبغي أن ينطو مركَب األمن اإلقليمي على ديناميات " . وبحســبهما، " الفاعلين األمننــة، [أ ] أن الفاعليــن في اإلقليم يعمدون إلــى أمننة بعضهم بعضًا. لكن تطور الجماعة األمنية يتسم بعملية نزع األمننة، أو ما اعتبره ونت بنية اجتماعية كانطية: فيكف الفاعلون عن عد بعضهم بعضًا مشــكالت أمنية ويشــرعون في التصــرف كأصدقاء. وهم وإن كانــوا ال يزالون في تنافس فيما بينهم (...)، إال أنهم يتعاملون مع مشكالتهم على أنها سياسية واقتصادية وبيئية ومجتمعية عادية، ال مســائل أمنية؛ أ أنها ليســت تهديدات وجودية تستدعي منهم حشد تدابير . ((( " مضادة قصوى عــدّد بــوزان وويفر أحد عشــر مركَب أمن إقليمي، بمــا في ذلك ما قبل المركَبات والمركَبات االبتدائية وصنّفا من ضمنها جميعًا أمريكا الشمالية واالتحاد األوروبي على أنهما جماعات أمنية. تسود في بعض األقاليم المركَبات الصراعية التي تتسم بالتنافس العسكر والسياسي بين الدول. وفي أقاليم أخرى تطورت المركَبــات األمنيــة إلى منظومات أمنية أو جماعــات أمنية، وانتقلت الخطابات األمنيــة فيهــا من الدول والقضايا العســكرية إلى قطاعات أخــرى. فيما يتعلق بنمط الصداقة والعداء، يمكن أن تتطابق المركَبات القياســية إما مع التشــكّالت الصراعيــة أو المنظومــات األمنية أو حتى الجماعات األمنية. وفي هذه النماذ يـ ّن األقاليم عبر نمط التنافســات، أو التوازنــات، أو التحالفات و/أو أنظمة � تتع الوفاق والصداقات، على التوالي. أما العنصر الرئيس في السياسة األمنية ضمن كـ َب األمــن اإلقليمي فهو العالقة بين القــوى اإلقليمية داخل إقليمها، وهي � مر التي تحدد الشــروط، سواء بالنسبة للقوى الصغرى أو الختراق القوى العالمية . ((( للمركَبات العداء، تنطو مركَبات األمن اإلقليمية الســبع – من حيث ثنائية الصداقة القياســية على أشــكال متنوعة، على الرغم من أن أيًا منها ال يمثل (حتى اآلن) جماعة أمنية. أربعة منها (الشــرق األوسط، والقرن اإلفريقي، وإفريقيا الوسطى، (1) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 54, 56. (2) Ibid., p. 19, 55.
173
Made with FlippingBook Online newsletter