كتاب غرب المتوسط

وجنوب آســيا) هي تشكّالت صراعية. ويشكل مركّب واحد منها منظومة أمنية ويُبد إمكانية للتحول إلى جماعة أمنية (أمريكا الجنوبية). كما يحتو مركَبان منها (غرب إفريقيا وجنوب إفريقيا) على عناصر من التشــكّالت الصراعية ومن المنظومات األمنية في آن واحد، لكنهما ال يبديان تطورات حاســمة تشــير إلى سيرهما في هذا االتجاه أو ذاك. من حيث القطبية، من الواضح أن أربع مركّبات منها متعددة األقطاب (الشرق األوسط، والقرن اإلفريقي، ووسط إفريقيا، وأمريكا الجنوبيــة)، أما بالنســبة للثالثة األخرى فهي أحادية القطبيــة. وثمة اختالفات بين المركَبات الممركزة ذات الشــرعية (أمريكا الشــمالية واالتحاد األوروبي) . ((( والمركَبات أحادية القطبية ضعيفة الشرعية (رابطة الدول المستقلة) تختلــف مركَبات األمن اإلقليميــة في خصائصها وفي األنظمة التي تتطور داخلهــا. فال يــزال بعضها يخضع لآلليات التقليدية مثل توازن القوى، في حين يســير نحو أشــكال مختلفة من إدارة األمــن الجماعي بل " أن البعــض اآلخر . ففي مركَب األمن اإلقليمي في جنوب شــرق " وحتــى جماعــات أمنية تعددية آســيا، ســاعدت اآلثار الخارجية الكثيفة ذات الطابع اإلقليمي القادة في تعيين المصالح المشــتركة ويسّرت تطوير مؤسسة فعالة للتعاون في آن واحد. أما في إفريقيا، فمعضلة انعدام األمن هناك تدفع الدول باتجاه تطوير نظام أمن جماعي . بما أن مركَبات األمن اإلقليمية يمكن أن تتطور إما إلى منظومات أمنية ((( ناشئ يمكن القول إن المركَبات األمنيــة هي النموذ األمني ((( أو جماعــات أمنيــة، القاعد ، يليه نموذ وســيط هو المنظومات األمنية، وأخيرًا الجماعات األمنية التي تجسد النموذ األكثر نضجًا. ويفترض إنشــاء الجماعات األمنية، بحســب بوزان، وجود دول قوية. إذ مــن الصعوبة بمكان على الدول الضعيفة تشــكيل جماعــات أمنية ألنها تُصدّر . كما تعد الجماعات األمنية، من جهة ((( حاالت عدم االســتقرار بعضها لبعض (1) Ibid., p. 473-474. (2) David A. Lake and Patrick M. Morgan, « Building Security in the New World of Regional Orders », in Lake and Morgan, Regional Orders: Building Security in a New World, op.cit., p. 343-344. (3) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 19 (4) Buzan, People, States and Fear, op.cit., p. 106

174

Made with FlippingBook Online newsletter