كتاب غرب المتوسط

أخــرى، مركَبات أمن إقليمية ناضجة. لكن هذا الرابط الذ يقترحه بين مركَب األمــن اإلقليمــي والجماعة األمنية أثار بعض االنتقادات. فيؤكد أشــاريا، على الهدف " ســبيل المثال، أن الجماعات األمنية هي عكــس المركَبات األمنية؛ إذ الرئيــس للجماعة األمنية هــو تطوير المصالح المشــتركة للفاعلين في تحقيق السالم واالســتقرار بدال من ردع التهديد المشــترك أو موازنته. وبهذا المعنى، فإن الجماعة األمنية هي نقيض ‹المركَب األمني› الذ يمكن وصفه بـ ‹االعتماد المتبادل التنافســي› بين مجموعة معينة من الدول، عوضًا عن االعتماد المتبادل . ((( " القائم على المصالح المشتركة دعونا اآلن نناقش مفهومَي المنظومة األمنية والجماعة األمنية في عالقتهما كـ َب األمــن اإلقليمي، حتــى نتمكّن من تعيين النمــاذ األمنية القائمة في � بمر األمنية بأنها مبادئ وقواعد ومعايير ((( المتوسط. يعرّف روبرت جيرفِس المنظومة تسمح للدول بضبط النفس في سلوكها اعتقادًا منها أن اآلخرين سيفعلون الشيء ذاته. وال يقتصر مفهوم المنظومة األمنية على المعايير والتوقعات فحســب، بل يشمل أيضًا شك ًلا من أشكال التعاون الذ يتجاوز السعي وراء المصالح األنانية قصيرة المدى. وتؤثر المنظومات في ســلوك الدول بطرائق تجعل اســتمرارها . أما ((( ممكنًا، فتصير عام ًلا مســتق ًلا بعد أن تتطور باتجاه درجة ما من المأسســة جانيس شتاين، فترى أن المنظومة األمنية تسوية غير مؤكدة تكون فيها العالقة بين الطرفَين، في العادة، محدودة وانتقالية. وتعد العالقة محدودة ألن األطراف عادة (1) Acharya, Constructing a Security Community in Southeast Asia, op.cit., p. 19. يعرّف ستيفن كراسنر المنظومات الدولية بأنها «مجموعات صريحة أو ضمنية من المبادئ والمعايير ((( والقواعــد وإجراءات اتخاذ القرار التي تتقارب بشــأنها توقعــات الفاعلين في مجال معين من مجاالت العالقات الدولية». Stephen Krasner, « Structural Causes and Regime Consequences: Regimes as Intervening Variables », International Organization, 36 (2), 1982, p. 186. لالطالع على النقاشات الخاصة بهذا المفهوم يُنظر: Andreas Hasenclever, Peter Mayer and Volker Rittberger (eds.), Theories of International Regimes (Cambridge: Cambridge University Press, 1997), p. 2-22. (3) Robert Jervis, « Security Regimes », International Organization, 36 (2), 1982, p. 357, 365-367.

175

Made with FlippingBook Online newsletter