كتاب غرب المتوسط

ويختفي معه االلتباس الذ أحدثه؛ متيحًا تمييزا واضحا ما بين " منطقــة " العــام اإلقليــم الدولي واإلقليم الوطني. فنقول على ســبيل المثــال، التنمية المحلية أ التنميــة داخــل إقليــم ينتمــي إلى الدولة)، –développement régional ( التي تخــص إقليمًا دوليًا). – développement régional والتنميــة اإلقليميــة ( ) غموضا في اللغة sécurité régional وهكــذا ال يعاني تعبير األمــن اإلقليمي ( العربية، إذ يحيل على األمن الذ يخص اإلقليم الدولي. مــاذا عن العوامل التي تمكُن من رســم حدود اإلقليــم؟ يرى الواقعيون (والواقعيــون الجــدد) أن العوامل المادية ال ســيما المتعلق منها بتوازن القوى هي التي تحدد اإلقليم وتســمح بتعريفــه تعريفًا يرتكز على األمن، أما العوامل المادية ذات الطبيعة االقتصادية فتعد من العناصر األساســية عند من يخضعون غالبــا األقاليم للتعريــف والمقارنة باســتخدام البيانات االقتصاديــة والروابط المؤسســاتية بين الدول، من داخل الدراســات التي تُعنى بالتجمعات اإلقليمية نافتا، ورابطة دول جنوب شرق – (مثل اتفاقية التجارة الحرة ألمريكا الشــمالية ميركوسور وغيرها). أما المقاربات – آسيان، والسوق المشتركة الجنوبية – آسيا وتهتم بالطريقة " التحديد المــاد لألقاليم " البنائية، فتتبنى مســعًى يتعارض مع التــي يقوم بها مختلف " تنبثق بها من إعــادة تعريف المعايير والهويات " التــي الفاعلين (حكومات، وجماعات، وشــركات). وقد دفعت هذه المقاربات بفكرة تتشكل عبر اإلدراك الجماعي للهويات " البناء االجتماعي لألقاليم، ما يعني أنها . وتدحض الرؤية البنائية " والمعانــي، والحــدود بينها غير واضحة؛ ال بل متغيرة الشائع عن األقاليم فتعدّها بنًى إدراكية تطورية، ذات " الســتاتيكي " هذه المفهوم . وال ينكر البنائيون المحفزات المادية، لكنهم يصرون ((( روابط مؤسسية واقتصادية علــى أهمية العوامل غير المادية، مثــل التعلّم والقوى المتعلقة باألفكار والبنى لبنى intersubjective المعيارية والمؤسساتية. وهم يجادلون بأن الفهم البينذاتي يســمح لنا بتحديد الطرائق التي تتغير بها، بمرور الوقت، المصالح والهوياتُ، والهويات اإلقليمية بالنتيجة، وكيف تنشــأ أشــكال جديدة من التعاون وااللتئام

(1) Raimo Väyrynen, « Regionalism: Old and New », International Studies Review, 5 (1), 2003, p. 26-27.

17

Made with FlippingBook Online newsletter