سـ ًا، انتهت األزمة الجزائرية واســتعادت الجزائر مكانتها على الساحة � ساد اإلقليمية بعد التراجع الذ عرفته دبلوماســيتها. لقد كان هذا البلد معزوال عن الســاحة اإلقليمية والدولية خالل تســعينيات القرن العشرين؛ وكانت السلطات األوروبية، الوطنية وعلى مستوى االتحاد، قد ترددت في الحفاظ على اتصاالت س ـ َر، في الجزائر وفي � رفيعة المســتوى مع الســلطات الجزائرية خوفًا من أن تف غيرهــا، بوصفهــا دعمًا للســلطة الجزائرية التي كانت في خضــم مواجهة مع الجماعات اإلسالمية المسلحة وقتها. ومحاولة الدول األوروبية ((( سابعًا، التنافس بين الواليات المتحدة وأوروبا إعادة التموقع في أطرافها الجنوبية، ال ســيما وأن القضايا األساســية (الهجرة واإلرهاب) تتطلب إطارًا للتعاون مع الدول المغاربية. أبعد من ذلك، عُقدت قمة ، على خلفية التنافس األوروبي-األمريكي في اإلقليم. إذ تبد 2003 تونس، عام الواليات المتحدة اهتمامًا متزايدًا بالمغرب العربي (مشروعات اقتصادية مختلفة وتعزيز/تطويــر العالقات الثنائية)، وهي منطقة تخضع تقليديًا للنفوذ األوروبي، والفرنسي على وجه الخصوص. وعالمات هذا التنافس ال تخطئها العين. بادئ ذ بــدء، لــم تكن جولة وزير الخارجية األمريكي كولن باول المغاربية عشــية انعقاد القمة محض مصادفة في التوقيت. وثانيًا، تشهد مشاركة كبار المسؤولين األوروبييــن في هــذه القمة (رئيس المفوضية رومانو برود ، وممثل السياســة عن التنافس األوروبي األمريكي في المغرب العربي يراجَع: ((( Aomar Baghzouz, « La compétition transatlantique face à l’enjeu maghrébin », L’Année du Maghreb, 2, 2005-2006, p. 585-607 ; Smail Kouttroub, « Printemps arabe et nouvel ordre géopolitique au Maghreb », L’Année du Maghreb, 9, 2013, p. 143-156. ي ـ ًا هي التي تهدد الوجود االقتصاد ألوروبا فــي المنطقة. عن الوجود الصيني المتزايد في � الصيــن حال المنطقة، يراجَع: Yahia H. Zoubir, « Les relations de la Chine avec les pays du Maghreb : la place prépondérante de l’Algérie », Confluences Méditerranée, 109, 2019, p. 91- 101 ; Thierry Pairault, « Les relations économiques entre la Chine et les pays du Maghreb », Maghreb-Machrek, 214, 2012, p. 99-114; محمد حمشــي، «االقتصاد السياســي للعالقات العربية الصينية: التحديات والفرص االســتراتيجية»، . 236 - 213 ، ص. 2017 ، 640 المستقبل العربي، العدد
197
Made with FlippingBook Online newsletter