كتاب غرب المتوسط

[إضافة إلى كونها] أداة أساســية في توطيد التكامل والتضامن بين ضفتَي غرب . ((( " المتوسط التموقع واالسهام في المستوى اإلقليمي: آلية لها حدودها تبنت فلسفة التعاون األمني، التي جرى تطويرها " بالنسبة للدول األعضاء، خالل العقدَين الماضيَين، تعريفًا استراتيجيًا أوسع بهدف مواجهة مصادر انعدام . ((( " األمن والتهديدات المشتركة التي تعترض المنطقة بفِعل الديناميات اإلقليمية يـ ّن بالبناء اإلقليمي في غرب � تعــد هــذه الفقرة الفتة ألنها تحيل على وعي مع المتوســط، وعلــى الحاجة، فــي آن واحد، إلى حمايته من آثــار انعدام األمن واألزمات التي تهز االســتقرار في األقاليم المجاورة. يندر ذلك بطبيعة الحال ضمن فكرة الفصل بين حوضَي البحر المتوســط ومســوّغات هذا الفصل، على النحو الذ نوقش في الفصل الثالث من هذا الكتاب. لكن فضاء مركَب األمن اإلقليمي الغرب متوســطي يعاني هو اآلخــر أزمة حادة، أ األزمة الليبية، كما أنه يتأثر بالمشــكالت األمنية القادمة من الســاحل أكثر مما يتأثر بتلك القادمة من شــرق المتوسط. والحقيقة أن لحظة الهدوء الذ حظيت به العملية الغرب متوسطية، حين نأت بنفسها بطريقة ما عن الدينامية الصراعية في الشرق األوسط، كانت قصيرة؛ إذ ســريعًا ما طغت على الســياق نتائج األزمتَين في ليبيا ومالي. وبفِعل هذه التطورات من جهة، واألمننة األوروبية ثم المغاربية للهجرة من جهة أخــرى، أضحى مركَب األمن اإلقليمي الغرب متوســطي على صلة بما يجر داخل المركَب األمني في الساحل من تفاعالت ومدركات للتهديد. إلى جانب اآلثار التي تطال منطقة غرب المتوسط بسبب انعدام األمن في .) altérisation أطلقت العنان لبناء نوع من الغيرية ( 5 + 5 الجوار، يبدو أن عملية ذلــك أن الطريقــة التي تعرض بها الدول األعضاء مبادرتها هي، أيضًا، جزء من على نحو ما، بحيث " هم " الغرب متوسطي وتمييزه من الـ " نحن " عملية بناء الــ يقدَم الجوار في الســاحل والشرق األدنى بوصفه مصدرًا للتهديدات. وفي هذا بالنظر إلى التهديدات " المعنى نذكر فقرة كاشــفة وردت في إعالن فاليتا تقول:

(1) Ibid., p. 1. (2) Ibid., p. 3.

204

Made with FlippingBook Online newsletter