به ديفيد اليك وباتريك مورغان. إذ يمكن تحليل الشرق األوسط أو جنوب آسيا أو حتى أمريكا الالتينية بالمصطلحات نفسها، لكنها يمكن أن تتباين تباينًا كبيرًا في ســماتها الخاصة. لكنهما يضيفــان أن التباينات في الخصائص والمتغيرات الدعوة إلى أن تكون لكل إقليم نظرية " المشتركة بين األقاليم ال يمكن أن تبرر مختلفة. فربما تختلف األقاليم في مقارباتها إلدارة األمن، لكن التحليل المقارن يتطلب، على الدوام، تصنيفًا مشتركًا ومجموعة من المتغيرات السببية. و[أيضًا]، ) نفســها التي processus تعمل األقاليم بالضرورة بموجب القوانين والعمليات ( . ((( " يخضع لها النظام العالمي يعتمــد تحديــد اإلقليم، مثلما يقول ريمــون آرون، على التموقع/اإلدراك النابع من داخل اإلقليم ومن خارجه في أن واحد، مما يسمح بإحداث اختالف ما بين الداخل (داخل اإلقليم) والخار (كل ما هو خار عنه). ولهذا السبب يتجــزأ النظــام الدولي إلى عدة نظم فرعية أو نظم إقليمية. وبحســب رأيه، فإن النظام الفرعي يكتسب واقعًا ألن الدول أو الشعوب تتضامن في مصيرها على " نحو عفو حتى في حالة غياب توازن للقوى العســكرية محليًا، وتمايز بين ما . ((( " يحدث داخل منطقتها الجغرافية التاريخية وما يحدث خارجها تشــدد الحدود بينها على ((( " مجتمعات متخيلة " واعتبر هوريل أن األقاليم خصائص معينة وتتغافل عن أخرى في الوقت عينه. إن االهتمام بالوعي باإلقليم ) يعنــي االهتمام باللغة والمفــردات والخطابة وخطاب اإلقليمية، awareness ( والعمليات السياسية التي يجر عبرها تعريف اإلقليمية والهوية اإلقليمية وإعادة تعريفها باستمرار، وبالفهوم المتشاركة والمعاني التي يمنحها الفاعلون المعنيون للنشاط السياسي أيضًا. وحالة أوروبا في هذا الصدد كاشفة: فانبعاث أسئلة الهوية اإلقليميــة فيها يمثل ظاهــرة دون الدولة بقدر ما هي ظاهرة فوق الدولة في آن واحد. إذ يمكن أن تستند قضايا مثل الوعي باإلقليم أو المدركات المتشاركة عن االنتماء إلى جماعة ما، إلى عوامل داخلية (الثقافة المشــتركة والتاريخ والتقاليد (1) Ibid., p. 9. (2) Raymond Aron, Paix et guerre entre les nations (Paris: Calmann-Lévy, 1984), p. 388. (3) Hurrell, « Explaining the Resurgence of Regionalism in World Politics », art.cit., p. 334
20
Made with FlippingBook Online newsletter