ألجل عالقة تتأســس على الثقة والحفاظ على دينامية حقيقية للتشاور " بالقول: . وتعد هذه " والتبــادل (...) من الضرور أن تحظى هذه المبادرة باالســتدامة الوثيقة األولى من نوعها في المتوســط التي تقترح فلســفة تذهب أبعد من الثقة وتشدد على االستجابات للتهديدات التي تعرَف على أنها مشتركة؛ أ أن الوثيقة تفترض أن الثقة قائمة سلفًا بين الشركاء. وبهذا المعنى، فإنها تجسّد تطورًا الفتًا في المناخ اإلدراكي اإلقليمي. لكن هذا التصور المشــترك عن التعاون ال يأخذ في الحسبان الواقع اإلدراكي/األمني، وكأن الشركاء أرادوا، في الوقت الراهن، تجاهــل بؤر التوتــر دون اإلقليمية، فقصروا نظرهم على التهديدات المســماة ، ال سيما الهجرة واإلرهاب. ((( مشتركة دفاع بالالتماثل ألن ميــزان القوى يميل لفائدة بلدان 5 + 5 وتتســم مبادرة جنــوب أوروبا التي تفرض أجندتها، ال ســيما فيما يتعلق بإدارة قضايا الهجرة والحدود، وال يملك شــركاؤها إال هامشًا محدودًا للمناورة. وبما أن الالتماثل بنيو ، فليس أمام اآللية الغرب متوسطية إال إعادة إنتا الخطاب السائد، بخاصة ما اتصل منه بالهجرة واإلرهاب، وتكريس البعد الثنائي غير المتوازن. في الواقع، هذا الالتماثل ليس سوى تعبير يتجلى على نطاق إقليمي أقل اتساعًا عن التماثل شامل يسود عالقات االتحاد األوروبي مع جيرانه في جنوب البحر المتوسط. أخيرًا، وإذا ما تحدثنا عن االزدواجية، لقلنا على الفور إن تكاثر المبادرات . وتتبدّى ((( اإلقليمية والتطور الذ تشهده يجعل العمل المزدو أمر ال مفر منه على مســتويَين: أولهما داخلي يتعلق بإقحام قضايا 5 + 5 االزدواجية في عملية دفاع في حين أنها ال تقــع ضمن صالحياتها األولية. 5 + 5 الهجــرة فــي أجندة خالف ذلــك، فإن قضايا الهجرة واإلرهاب وكذلك الحماية المدنية تقع ضمن اختصاص مؤتمر وزراء الداخلية لبلدان غرب المتوســط. هذا التوجه تعبير عن تقاطعية متزايدة وقبل ذلك عن عســكرة مكافحة الهجرة الســرية. وحين تشرك (1) Benantar, « Méditerranée occidentale : un espace de sécurité euro- maghrébin ?», op.cit., p. 191-192. عن تحديات التنسيق بين المبادرات الغربية المتنوعة في المنطقة يراجَع: ((( Sven Biscop, « Network or Labyrinth? The Challenge of Co- ordinating Western Security Dialogues with the Mediterranean», Mediterranean Politics, 7 (1), 2002, p. 92-111.
235
Made with FlippingBook Online newsletter