كتاب غرب المتوسط

األربعــة وهي: غرب البحر المتوســط، الذ يربط مضيــق جبل طارق جنوب أوروبــا بالمغرب العربي؛ والبحر األدرياتيكي الذ يربط إيطاليا بالبلقان؛ وبحر إيجه، الذ يجمع اليونان وقبرص وتركيا، وأخيرًا شرق البحر المتوسط، ويجمع األربعة هي أقاليم " األم " الدول العربية وإسرائيل في الشرق األدنى. هذه البحار ، لكن التشكيلة أشد تعقدًا من حيث التفاعل إذا ما عرفنا ((( فرعية تشكل المتوسط أن إيطاليا أوسع نشاطًا في غرب المتوسط منها في البلقان، وأن تركيا نشطة في بحر إيجه بقدر نشاطها في الشرق األدنى (الحوض الشرقي). وربما يكون بروديل أول من حدد بوضوح حوضَي المتوســط، الشــرقي " حدود " والغربي. من الناحية الجغرافية، تقسّم صقلية وتونس البحر المتوسط: فـ تتطابق مع حدود ‹الجســر› الجيولوجي القديم الممتد من صقلية " هــذا األخير إلى إفريقيا: ثمة إلى الشرق خط مرسوم من طرابلس إلى سيراكوس؛ وخط إلى الغرب من عنابة إلى تراباني. ويتوجه المحور الرئيس من الشمال إلى الجنوب . يقول نور الدين عبد إن غرب المتوسط يتباين عن ((( " من صقلية إلى إفريقيا شــرقه بالخصائص المميِزة للعالقات األورومغاربية وتمايزها عن العالقات بين " قرب جيوثقافي معين " المشرق العربي وأوروبا: فثمة قرب جغرافي؛ وتاريخ؛ و يربط اإلقليم المغاربي والتجمع الجنوب أوروبي. ويشكل التداخل المتزايد بين ضفتَي غرب المتوسط عالقاتهما بطرائق سلبية وأخرى إيجابية. لذلك فإن قِدم الروابط بين الضفتَين وكثافتها هي ما يميز هذا اإلقليم عن بقية المتوسط، على . ((( المستويات السوسيوسياسية واالقتصادية يمكن أن تساعد هذه العوامل المختلفة، بالطبع، في التمييز بين الحوضَين الشــرقي والغربي للبحر المتوســط، لكن التشكيلة على قدر من التعقد إذا أمعنّا النظر داخل الفضاء الغرب متوســطي. إذ تفيض على الجغرافيا عناصر أخرى، ويتفــوق على الكثافــة التاريخية للروابط تنوع بالــغ. فالمعيار الجغرافي وعلى (1) Stephen C. Calleya, Security Challenges in the Euro-Med Area in the 21st Century – Mare Nostrum (London: Routledge, 2013), p. 4. (2) Braudel, La Méditerranée et le monde méditerranéen à l’époque de Philippe II, op.cit., p. 135. (3) Nourredine Abdi, « La Méditerranée occidentale: une réalité ? », in Abdennour Benantar (dir.), Europe et Maghreb: voisinage immédiat, distanciation stratégique (Alger: CREAD, 2010), p. 150, 152.

22

Made with FlippingBook Online newsletter