كتاب غرب المتوسط

خاتمة طغت ظاهرة الهجرة للحد الذ عدّها الفاعلون في الضفتَين تهديدًا، فوقع كـ َب األمن اإلقليمي الغرب متوســطي في فخ تفويض أوروبــا غيرَها إدارة � مر الهجرات والحدود، التي منحته بُعدًا مجتمعيّا في مظهره. وتحوُل هذا المركَب الذ يكبح البناء – بفعل منظار الهجرة – إلى مركَب يغلب عليه البعد المجتمعي ) الضفتَين إحداهما عن األخرى، و(يعيد) إقحام distanciation اإلقليمــي ويباعد ( )، ذ المرجعية الدولتية، في معالجة مســائل ال hard security األمن الصلب ( صلــة لهــا باألمن. ومهما يكن من أمر، فقد صار مركَب األمن اإلقليمي الغرب متوســطي منطقة تتطور فيها أمننة متزايدة للهجرة، ومعها عملية تفويض إلدارة الهجرات والحدود من الضفة الشمالية إلى الضفة الجنوبية. تنتمي هذه العمليات إلى ســيرورة أكبر هي نشوء نوع من المركَب األمني الثالثي يجمع جنوب أوروبا والمغرب العربي والســاحل. أما البعد المجتمعي المنسوب إلى المركَب األمني الغرب متوسطي فهو الذ يربطه بالمركَب األمني الســاحلي. تكشف عمليات إعادة التشــكيل هذه عن االعتماد المتبادل/التبعية والتداخــل البيني األمنيَين في غرب المتوســط، لكنهــا ال تقتصر على المغرب العربي، بل تمتد أيضًا إلى إقليم الساحل عبر مجموعة من التفاعالت اإلقليمية واألقاليمية. وبهذا المعنى تحديدًا، يتولّد عن هذه الدينامية الشاملة مركّب أمني كـ َب المغاربي الفرعي، � ثالثــي بحيث تتدخّل أوروبــا في األنماط األمنية للمر وبطريقة غير مباشرة في المركَب الساحلي. وهكــذا فإن أنماط التفاعالت األمنية، التي تتحدد بناء على منظار الهجرة خاصة، هي األصل في التشابك بين ثالثة مركَبات أمنية: أوروبا والمغرب العربي والســاحل، يعمل فيه المركَب الغرب متوسطي بوصفه وسيطًا وواجهة تفاعلية. لـ ّد عن التداخل األمني، بما هو نتا الجوار وما ينتج من ذلك من � وبذلــك يتو تأثيــرات عابــرة للحدود وتبادالت وظواهر عبروطنيــة (مثل الهجرة واإلرهاب en والجريمــة، وغيرها)، نــوع من المركّب األمني الثالثي فــي طور التكوين ( ). يضم هذا األخير ثالثة مركَبات فرعية حيث حاالت انعدام األمن غير devenir

250

Made with FlippingBook Online newsletter