كتاب غرب المتوسط

في اللعبة السياسية بين الدول األوروبية، " منطقة نفوذ " المتوســط بأن تكون لها ويسمح للبلدان المغاربية بأن تعزز روابطها مع جيرانها في الشمال بفضل دينامية إقليمية محدّدة جغرافيًا. ومع ذلك كله، ال تزال االلتباسات والمثالب قائمة، ما يهدد بالحد من نطاق المتأصلة – وبتمييع تفرّدها. يمكن تلخيص هذه االلتباسات والمثالب 5 + 5 آلية والكاشــفة عن حدود المبادرة الغرب متوسطية في العناصر اآلتية. – في الغالب يـ ّا في األنماط األمنية في � أوالً، لــم تُحــدِث هذه اآللية اإلقليمية تعدي ًلا جوهر اإلقليم؛ ولسبب وجيه، ذلك أن الطريقة التي صُممت بها ال تسمح لها بأن تكون مــزوِدًا حقيقيًا باألمن وأداة إلدارة األزمات في اإلقليم، ومنه عجزها عن التأثير فــي النزاعات التي لم تُحَل بعدُ، أو على الوقاية من األزمات التي تشــتعل في فضائها اإلقليمي أو إدارتها. ثانيًا، ال تشجع التجزئة التي يعانيها مكوّنها المغاربي التعاون المستدام في بعض المجاالت، ما يدلل أيضًا على عجز العملية الغرب جنوب، كما لو – متوســطية عن إنتا ديناميات تدفع للتقارب والتعاون جنوب جنوب ليس لها مكافئ يعمل في الضفة الجنوبية؛ – أن التنشئة االجتماعية شمال بحيث أن إرســاء الثقة في البعد الرأســي ال تصحبه دينامية أفقية مماثلة مالئمة للســياق المغاربي. وبالنظر إلى تشرذم الفضاء المغاربي وغياب فاعل قادر على تولّي مسؤولية بناء اإلقليم في الضفة الجنوبية، يمكن لالتحاد األوروبي واآلليات regime builder ، أن تؤد دور باني المنظومة 5 + 5 المحدّدة جغرافيا مثل مجموعة في المغرب العربي، وفي غرب المتوسط بالنتيجة. لكن الوضع اليوم لَهو أبعد ما يكون عن ذلك. ثالثًا، ثمة عمليتان أوروبيتان، هما األمننة وتفويض إدارة الهجرة التي شــهدت 5 + 5 إلى الخار ، تمارســان تأثيرهما في جدول أعمال مجموعة منعطفًا فعليًا باتجاه قضية الهجرة. يطرح كل ذلك مشكلة استقاللية هذه العملية عن االتحاد األوروبي، ومشــكلة أقلمة أمننة الهجرة، وأوجه التقارب والخالف التي تولّدها على جانبَي غرب المتوسط. رابعًا، يعقّد الدور الذ يؤديه االتحاد األوروبي إلى حد ما من العالقات اإلقليمية، ال سيما فيما يتعلق بالعالقة/الرابطة وبين اآلليات األوروبية. إذ تخضع العملية الغرب متوســطية 5 + 5 بين مجموعة للتراكب الذ تمارسه القوة األوروبية على الرغم من كونها مقاربة عملية تشمل عددًا محدودًا من الفاعلين، ضمن إقليم ال يشهد دينامية صراعية مرتفعة الحدة.

252

Made with FlippingBook Online newsletter