كتاب غرب المتوسط

أن النظم اإلقليمية تشكل موضوعات للتحليل األمني. وللتعامل مع هذا األمر، يُعرّف على أنه مجموعة من " اقتــرح كإطــار نظر مركَب األمن اإلقليمي الذ الوحدات التي تكون اهتماماتها األمنية الرئيســة متشابكة على نحو كاف ووثيق بحيــث ال يمكن اعتبار أمونها القومية منفصلــة إحداها عن األخرى على نحو . ولقد خضعت هذه الرؤيــة المتمركزة على الدولة للمراجعة الحقًا، ((( " واقعــي علــى يــد كل من بوزان وويفر ود وايلد، ثم على يد بوزان وويفر (ســنطرق هذه الفكرة في الفصل األول)، حيث أخذت في الحســبان، الجوانب العسكرية والسياســية المتمحورة حول الدولة، وتنــوّع القطاعات والفاعلين، ونزع األمننة أيضًا. يقــول بــوزان وويفر إن نظريــة مركَبات األمن اإلقليمــي تمثل، في نظام بنية فرعية [لها] آثار وســاطة مهم في " دولي ذ بنية فوضوية وجغرافيا معقدة، الطريقــة الفعلية التي تعمل بها الديناميات العامة للقطبية بين القوى الكبرى في . وهكذا فإن هــذه النظرية تتوافق وتتفاعل مع الجزء األكبر من " النظــام الدولي التــأمالت الواقعية ومع الكثير من التأمالت النيوليبرالية في النظام الدولي. كما أصــو ًلا بنائية؛ إذ يعتمد تكوين مركَبــات األمن اإلقليمية وعملها على " أن لهــا )الصداقة والعداء بين الوحدات داخل النظام، ما يجعل النظم shèmes أنمــاط ( اإلقليمية تابعة ألفعال الفاعلين وتأويالتهم، ال محض انعكاس ميكانيكي لتوزيع األمن، حسبهما، بتأكيد استقاللية العالقات األمنية ((( . كما يسمح مركَب ((( " القوة », art.cit., p. 89-117. نـ ّوا معاييرها ووحدات التحليل � اعتمــد المؤلفون في مدرســة كوبنهاغن على الدراســات اإلقليمية، فتب المســتخدمة فيهــا (مثل الدول المركزية، والقــوة المخترِقة، ودور القوى العظمى..)، وكذا الحدود التي رسمتها للنظم الفرعية. ينظَر الفصلَين األولَين من هذا الكتاب. (1) Buzan, People, States and Fear, op.cit., p. 190. (2) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 40. ) أيضًا لكن من منظور complexe régional تستخدم بعض المقاربات مصطلح المركب اإلقليمي ( ((( مختلــف. درس الباحثــون فــي إطار التحليالت التي تختص بالســمة الصراعية في عالم ما بعد الحرب الباردة ما أطلقوا عليه مفهوم «الحروب الجديدة»، التي شملت الحروب األهلية، والصراعات اإلقليمية، والنزاعــات داخــل الدول بصفة عامة، وامتداداتها/تداعياتها اإلقليمية التي يصعب وصفها بأنها «داخلية»

34

Made with FlippingBook Online newsletter