. وبذلك فمركَبات ((( المرتبطة عبر االعتماد األمني المتبادل (المستوى اإلقليمي) تفسر مفعول الوساطة التي تقوم بها بين القوى العظمى والدول " األمن اإلقليمية . وهي بهذا المعنى تشــكل بنًى فرعيــة للنظام الدولي ذات خاصية ((( " المحليــة مزدوجــة: الكثافة النســبية لالعتماد األمني المتبادل بيــن أعضائها؛ والالمباالة . هذان العنصران ((( األمنيــة بين هذه الــدول والوحدات الموجودة في الجــوار س ـ ِمانه ويميزانه من � اللــذان يربطــان بين الوحدات في مركب األمن اإلقليمي ي جواره ومن مركَبات األمن اإلقليمي األخرى على نحو عام. وتعني أشكال االعتماد األمني المتبادل أن التهديدات الرئيسة للدول تكمن داخل مركَبها األمني في المقام األول. فهذه المركَبات، بما هي نتيجة للتفاعالت تمثل الطريقة التي تتفاعل بها الشــواغل التي يمكن أن تكون لدى " بين الدول، ، فيتولّد عن ذلك اعتماد أمني متبادل. وبما أن مركَبات األمن " الدولة بشأن بيئتها ، فإن لها بعدًا " ظاهرة إمبريقية ذات جذور تاريخية وجيوسياســية " اإلقليمي هي تحليليًا وإمبريقيًا في آن واحد. إذ تشكل أداة تحليلية تلقي مزيدًا من الضوء على المســتوى اإلقليمي للتحليل: فتســمح بأن تتمايز االستقاللية النسبية لديناميات تحدد التشكيالت اإلقليمية " األمن اإلقليمي عن المســتويين المحلي والدولي؛ و ؛ وتوفر إطارًا تحليليًا " ) وتعيّنها formations régionales spécifiques الخاصة ( من الناحية " كـ ّن إخضاع األقاليم لفحص مقــارن. وهي � للدراســات األمنية يم . ((( " النظرية، يمكنها أن تنسِل من مستويَي الدولة والنظام معًا ســنناقش، في هذا الكتــاب، هذا اإلطار النظر ونعدّلــه، ثم نطبّقه على إقليم غرب المتوســط، عبر ســتة فصول تهدف إلى إثبــات أن ثمة مركَبًا أمنيًا في غرب المتوســط. يناقش الفصالن األوالن اإلطار النظر ، أ مركَب األمن اإلقليمي. وفي هذه المناقشة سنعرض خصوصيات المركَب غرب المتوسط على نحــو ضمني. ثم نطبّق مقاربة مركَب األمن اإلقليمي على غرب المتوســط في الفصلَين الثالث والرابع. فنؤكد فيهما، أو ًلا ، على تفرّد هذا اإلقليم (انفصاله عن
(1) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 43. (2) Buzan, People, States and Fear, op.cit., p. 191. (3) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 48. (4) Buzan, People, States and Fear, op.cit., p. 190-191.
37
Made with FlippingBook Online newsletter