كتاب غرب المتوسط

الفرق ما بين اإلقليمية واألقلمة من جهة، واإلقليمية القديمة واإلقليمية الجديدة من جهة أخرى. تشــير اإلقليمية بمعناها األصلي إلى السياســات والممارسات تنحصر العضويــة فيها في إقليم " الدولتيــة التــي تحدث عبر منظمــات دائمة و تشــير باألحرى إلى زيادة التفاعل والنشــاط " . أما األقلمة فـ " جغرافي محدود تعرف األقلمــة على أنها العملية [التي] تتقاســم من خاللها " . و " فــي األقاليــم الدول (وفاعلون آخرون) األهداف وتنســق اإلســتراتيجية والسياســة في إقليم تشــير اإلقليمية إلى السياسات والمشروعات، في حين تشير " . باختصار، " معين . تميزت اإلقليميــة القديمة على نحو خاص، بمقاربتها " األقلمــة إلى العمليات )، واهتمت بالمنظمات التي تنشئها الدول stato - centrée المتمركزة على الدولة ( وبالتكامل. وهي تحيل في أساسها على التجربة األوروبية، وعلى تجربة أمريكا الشــمالية إلى حد ما. في المقابل، تهتم اإلقليمية الجديدة بالتفاعالت الرســمية وغير الرســمية بين الفاعلين الدولتين وغير الدولتين، وتحيل من ثم على حركة . ((( أوسع نطاقًا تشهدها أقاليم ناشئة ومتنوعة، ال سيما في عالم الجنوب أثارت الدراســات اإلقليمية اهتمام الباحثين خالل ستينيات القرن العشرين عـ ًا لصالح البعد العالمي. ولــم يمط النقاش � وســبعينياته، قبل أن تشــهد تراج الخاص بتعريف اإلقليم واإلقليمية الكثير من اللثام عن المسألة على الرغم من هذا االهتمام الذ حظيت به، حتى وإن كانت فكرة االعتماد المتبادل اإلقليمي . فقد شــهدت الدراسات اإلقليمية، بالفعل، تراجعًا ((( قد حظيت باهتمام خاص (1) Fawcett, « The History and Concept of Regionalism », op.cit., p. 3-4; Louise Fawcett, « Alliances, Cooperation and Regionalism in the Middle East », in Louise Fawcett (ed.), International Relations of the Middle East, 2nd éd (Oxford: Oxford University Press, 2009), p. 194. (2) Hurrell, « One World? Many Worlds? The Place of Regions in the Study of International Society », art.cit., p. 333. ويُعزى هذا التراجع عند بعض الباحثين إلى أوجه القصور المفهومية في الدراسات اإلقليمية «الكالسيكية». بحسب اليك، فإن تراجع األدبيات بشأن النظام اإلقليمي ليس مردّه الحرب الباردة وحدها، بل «الفوضى المصطلحية والمفهومية» التي تعانيها هذه األدبيات أيضًا، والتي كشف عنها تومبسون في عمله التحليلي (مقالته المقتبسة آنفًا). يُنظر: 1973 الجبار الذ أنجزه عام David A. Lake, « Regional Security Complexes: a Systems Approach », in Lake and Morgan, Regional Orders, op.cit., p. 46.

44

Made with FlippingBook Online newsletter