كتاب غرب المتوسط

وهي التي تربط مركَب األمن اإلقليمي وتُشكِلُه. لكن الجوهر في كال المفهومَين . ((( يظل واحدًا؛ التعبير عن التهديدات من قبل الفاعلين الرئيســين في المركَب وعلى أية حال، لن يتوقف مشــروعهم القائم على تقديم إعادة تصور مفهومي عن مركَبات األمن اإلقليمية عند هذا الحد. استعاد بوزان وويفر ود وايلد هذا التعريف في خاتمة كتابهم المشترك بعد أن ناقشوا إطارهم التحليلي، وفحصوا القطاعات األمنية المختلفة. وهو التعريف الــذ لــم يروا بُدًا من تعديله كي يتوافق مع اإلطــار النظر الذ طوروه في كتابهم. وطرح المؤلفون الثالثة ســببَين يبرران هذا التعديل. أولهما أن الصياغة األوليــة لنظرية مركَبات األمن اإلقليمية اســتندت على منطق مفاده أن األقاليم ال تنشــأ إال عبر التفاعالت بين الفاعلين الدولتيين؛ أ أن نشــر القوة من قبل الدول خار حدودها، في القطاعَين السياســي والعســكر ، يؤول إلى مركَبات األمــن اإلقليمية بســماتها الخاصــة: معضالت أمنية؛ وتــوازن القوى؛ وأنماط الصداقــة والعداء. فلم تعد مركَبات األمن اإلقليمية في اإلطار النظر الجديد، في المقابل، مقتصرة على الدول، وعالقاتها، والقضايا السياسية والعسكرية؛ بل . إضافة إلى ذلك، سبق ((( تنفتح على أنواع أخرى من الوحدات والقضايا األمنية س ـ ِم � ونبّه المؤلفون في مقدمة كتابهم إلى الطابع المتمركز حول الدولة الذ ي النظرية الكالسيكية الخاصة بمركَبات األمن اإلقليمية؛ وهي النظرية التي تفترض أن النظم اإلقليمية تجسّد مرجعيات لتحليل األمن، وتقدم إطارًا تحليليًا لفهمها، حيث التركيز فيها على الدولة في المقام األول، بوصفها الوحدة الرئيسة، وعلى مركَب األمن اإلقليمي ليس " . بل وأكد بوزان أن ((( القطاعَين السياسي والعسكر

(1) Ibid., p. 44 (2) Ibid., p. 198. (3) Ibid., p. 11.

50

Made with FlippingBook Online newsletter