واقعًا في طرف الصداقة من الطيــف (منظومة أمنية أو جماعة " علــى األرجــح أمنيــة) بدال من طرف العداء (تشــكُل صراعي). إذ يمكن أن تحث التهديدات . ويعد هذا األمر توجهًا جديدًا في تحليل ((( " المشتركة الدول على مواجهتها معًا مركَبات األمن اإلقليمية حيث ال يقتصر حصرًا على األبعاد الرئيســة، العسكرية السياسية من جهة، والمجتمعية من جهة أخرى. فضال عن ذلك، يُدخل هذا – التوجه الجديد بُعد البناء اإلقليمي في التحليل طالما أُخذت في الحسبان األفعال الجماعية المتخذة من قبل الدول لمواجهة رهانات معينة. وانتهى إقحام العملية المزدوجة المتعلقة باألمننة/نزع األمننة، وبُعدا القطاعية وتعــدد الفاعليــن في تعريف مركَبات األمن اإلقليميــة، إلى ابتعاد بوزان وويفر ود وايلــد عــن المنظور المتمركز حول الدولة فــي التصور األولي لمركَبات األمــن اإلقليمية الذ صاغه بوزان. وتأكدت هذه المفهمة الجديدة بعد خمس Regions and ســنوات؛ في كتاب بوزان وويفر الموســوم بـ األقاليم والقوى ، وثبتــت بذلك القطعية مع مركزيــة التصور الواقعي القديم المتمحور Powers حــول الدولة، وتكريس المنظور البنائي لتشــمل هذه المفهمة الجديدة ك ًلا من المقاربات المتمركــزة على الدولة، والمتعددة القطاعات والفاعلين في األمننة. مجموعة من الوحدات " تُعــرّف مركَبــات األمن اإلقليمية هذه المرة على أنهــا التي تتشــابك عملياتها الرئيســة المتعلقة باألمننة ونزع األمننة أو كليهما بحيث ال يمكن، على نحو معقول، تحليل مشكالتها األمنية أو حلها بمعزل بعضها عن . ويتطابق تعريف مركَبات األمن الفرعية مع تعريف المركَبات األمنية ((( " بعــض تقريبًا، ويكمن االختالف في أن األولى مدمجة في مركَبات أمنية كبيرة، وتتميز – . وهو مــا يمنحها الخصوصية ((( فــوق ذلك بــأن لها أنماطها األمنية الخاصة والمسوِغ الذ يجعلها مركَبات فرعية – المتعلقة بدينامياتها األمنية الخاصة بها على الرغم من كونها مضمَنة في مركَبات أمن إقليمي أوسع. وبما أن النظرية الكالســيكية الخاصة بمركَبات األمن اإلقليمية بُنيت على
(1) Buzan, Wæver and de Wilde, Security: a New Framework for Analysis, op.cit.,p. 199. (2) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 44. التشديد في النص (3) Ibid., p. 51.
54
Made with FlippingBook Online newsletter