كتاب غرب المتوسط

. أما ((( القطاعَين السياســي والعســكر ، فقد كانت الدول موضوعاتها المرجعية في التصور الجديد، المســتند إلى المقاربة البنائية، ال ســيما عبر األمننة واألمن المجتمعــي، فقد جرى تضمين موضوعات مرجعية من غير الدول، مع احتفاظ هذه األخيرة بمركزيتها على الرغم من ذلك. تعتمد نظرية مركَبات األمن اإلقليمية على مقاربَتين هما الواقعية (الجديدة) وإن تباينت عنها في كثير من المســلمات النظرية، ثم البنائية. وهو ما يســمح لها بأن تُفيد من مقاربات مادية وبنائية في آن واحد. فتســتخدم أفكار الواقعية الجديدة على المستوى الماد ، ال سيما تلك المتعلقة بالمساحة الترابية لإلقليم ) وتوزيع القوة. وعلى الرغم من اشــتراكها مع الواقعية territorialité الترابــي ( الجديدة في نمطها القائم على البنية، فإنها تختلف معها في األهمية التي توليها لبنية المستوى العالمي. وتستعير من البنائية نظرية األمننة؛ فنظرية مركَبات األمن اإلقليمية مبنية على األمننة، وتتعلق هذه األخيرة بالعملية التي تتشكل عبرها قضايا األمن. وفي ذلك تبتعد النظرية عن الواقعية الجديدة في تعاملها مع توزيع القوة . وهكذا فإن اختيار مقاربة ((( وأنماط الصداقة والعداء بوصفها متغيرات مســتقلة بنائية صريحة هو ما سيرســم الطريقة (الجديــدة) المعتمدة في تحليل مركَبات األمن اإلقليمية. أقاليم " بالنســبة إلى بوزان وويفــر، المركَبات مفهوم تحليلــي يطبّق على (مركّبات أمن إقليمية) مبنية اجتماعيًا، بمعنى أنها مرهونة بـ الممارسة األمنية عند . إذ تدرس هذه " الفاعلين (...) ولذلك فهي يمكنها أن تعيد إنتا نفسها أو تتغير المقاربة خطابات الفاعلين وممارســاتهم األمنية، ال سيما ذات الطابع اإلقليمي ›األمن› هو ما " منها. كذلك، تُعَد هذه المقاربة المســتندة إلى األمن بنائية ألن . وبحسب رأيهم، فإن خطابات الفاعلين ذات الطابع اإلقليمي " يصنعه منه الفاعلون جزء من نضاالتهم السياسية، والطريقة التي يعرّفون بها اإلقليم ينبغي أن تخضع هو ما يمكّن من وصف إقليم ما بأنه مركَب " النظرية " للدراســة. إن تطبيق هذه ›مركَب األمن اإلقليمي› هو معيارنا التحليلي " أمــن إقليمــي. إذ يقول المؤلفان: الخاص وال يتبع معيار الممارســين. والصلة الكائنة بين ممارســتهم لتوســيم (1) Buzan, Wæver and de Wilde, Security: a New Framework for Analysis, op.cit.,p. 15. (2) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 4.

55

Made with FlippingBook Online newsletter