كتاب غرب المتوسط

، تشكّل " تشكيلة من الشواغل األمنية " داخل مركَب األمن اإلقليمي، بما هو . ويتعلق " عُقدًا يمكن رسم الخطوط بينها فترتسم حدود المركّب " حاالت األمننة الفاعلين األمنيين يتحدثون " األمــر هنا بموضوعات مرجعية تحدد المركَب ألن ويتصرفون باســم موضوعات مرجعية، ويــرون عمومًا أن التهديدات متأتية من . في مثل هذه الدينامية تتفاعل كل من الهند وباكستان، " موضوعات مرجعية أخرى الموضوعات المرجعية هي وحدات " أو تركيا واألكراد على سبيل المثال. وألن . فيما يتعلق بقطاعات ((( " تتشــكّل اجتماعيًا، فهي تملك صفة الفاعل في الغالب األمــن، فإن القرب الجغرافي له تأثيــر أقوى في التفاعل األمني عبر القطاعات . ففي حالة ((( العسكرية والسياسية والمجتمعية والبيئية منه في القطاع االقتصاد الشرق األوسط، يفرض القرب تفاعًلا أمنيًا قويًا وتفاعًلا اقتصاديًا ضعيفًا، بينما تتســم كثافة التبادالت االقتصادية في غرب المتوســط بأنها قوية جدًا في بُعدها جنوب. أما التفاعالت األمنية – جنوب، وضعيفة جدًا في بُعدهــا جنوب – شــمال فمعقدة وتختلف باختالف األبعاد (رأسية/أفقية) واختالف القطاعات األمنية. تســتند مركَبات األمــن اإلقليمية، مثَلها مثل النظــم اإلقليمية، على عامل مركز وحاســم هو القرب الجغرافي، إذ الدول منشغلة بقدرات ونوايا جيرانها في المقام األول. إن عملية األمننة وكذلك درجة االعتماد األمني المتبادل أشد كـ َب األمن اإلقليمي مما هي بينهم وبين الفاعلين � كثافــة بين الفاعلين داخل مر مــن خار المركّب. إذ يميل محض القرب الجغرافي إلى توليد تفاعالت أمنية بين الجيران أكبر مقارنة بما يحدث في حالة الدول الواقعة في مناطق مختلفة. غالبًا ما يرتبط األمن بالقرب وتكون التهديدات أكبر كلما كانت المســافات " فـ ، ومن هنا يتأتّى طابع األولوية الذ تنطو ((( " أقرب مقارنة بالمســافات البعيدة عليه العالقات اإلقليمية بالنسبة للدول. (1) Buzan, Wæver and de Wilde, Security: a New Framework for Analysis, op.cit.,p. 43. عن مثال الهند وباكستان ينظر: Christophe Jaffrelot, « Le Pakistan et l’Inde: ‘à qui perd gagne’ », Critique internationale, 14, 2002, p. 12-28. (2) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 45-46. (3) Ibid., p. 4, 45-46.

57

Made with FlippingBook Online newsletter