. ((( " غياب حكومة مركزية " هي لتقييم التغير الكبير الذ يحدث في مركَب األمن اإلقليمي، يتحدث بوزان داخل البنية الفوضوية، والتي تتكون من عنصرَين: أنماط " البنية األساســية " عن الصداقة/العداء؛ وتوزيع القوة بين الدول األعضاء الرئيسة في المركَب. فإذا ما خضــع أحد هذه لتغيرات كبيرة، فمن الضــرور إعادة تعريف المركَب برمته. تســمح هذا المقاربة بتحليل األمن اإلقليمي من منظور ثابت ودينامي على حد السواء. فتحليل مركَب األمن اإلقليمي من حيث توزيع القوة يعني تحليل قطبية النظام بأكمله. وقد تحدث التغيرات في توزيع القوة داخل نظام فرعي ألسباب داخلية أو خارجية؛ فيمكن للفاعلين الخارجيين تغيير بنية القوة في مركَب أمن إقليمــي بطريقتَيــن: إما باالنضمــام إليه، إذا كانوا مجاورين لــه؛ أو بالتأثير في . ((( االصطفافات داخله ، حيث اعتبرا أن ((( اســتعاد بوزان وويفر هذا التحليل وعــمال على تعميقه تكــون الفوضى «غير ناضجة» حين ال تطور أشــكا ًل ا مــن «المجتمع الدولي التي تخفف من آثار ((( ) هي حين ال تعترف الدول بسيادة chaos التشظي السياسي»؛ والحالة القصوى منها (قريبة من الشواش غيرها من الدول ممن ال تتشــارك معها المعايير. فيســيطر الخوف المتبادل وانعدام الثقة على العالقات بينهــا. علــى الطرف اآلخر من هذا الطيف، ثمة حالة قصوى من الفوضى الناضجة: وهي تشــكيلة طُور فيها مجتمع (دولي) ما يسمح بإدارة آثار «التشظي من دون تكاليف الحرب المسلحة وانعدام االستقرار المســتمر»، حيث يمكن للدول أن تعزز هوياتها وشــرعياتها وأن تعترف بعضها ببعض في الوقت نفسه. تستند الفوضى الناضجة إلى الدول القادرة على إبراز تماسكها واستقرارها في بيئتها وإلى الدول القوية، «ألن الدول ذات التنظيم الجيد والمســتقرة فحســب (...) يمكنها أن تولّد وتدعم معايير مشــتركة وقوية للنظام برمته». وتمثل أوروبا الغربية والواليات المتحدة وكندا تشكيلة من الفوضى «الناضجة نسبيًا». ثمة فوضى وسيطة بين المنزلتَين تتطابق مع سيرورة التقدم من الفوضى غير الناضجة إلى الفوضى الناضجة. وتقع هذه في منتصف الطريق بحيث تباعِد عن التشــكيلة الشواشــية في المثال األول، وعن التشــكيلة المســتقرة والســلمية في المثال الثاني. وهي تتضمن ســلفًا عناصر من الفوضى الناضجة (مثل الحق في تقرير المصير، واالعتراف المتبادل بالســيادة، والطبيعة الصارمة للحدود)، بيد أنها مبادئ «ال تُحترم إال جزئيًا على صعيد الممارسة». وهذا المستوى الوسيط يعد األوسع انتشارًا اليوم. Ibid., p. 21, 147-148, 175-179.
(2) Buzan, People, States and Fear, op.cit., p. 211-212. (3) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 49.
59
Made with FlippingBook Online newsletter