كتاب غرب المتوسط

، وتلــك التي طورها الحقًا مع ويفر، بالتصنيف ((( تأثــرت تحليالت بوزان . ويمكن عد تحليالتهما نوعًا " الكالســيكية " الذ وضعته الدراســات اإلقليمية مــن التحييــن لهذا التصنيف منظورًا إليه من عدســة األمــن. فقد مايزت هذه ، بين دول système régional الدراســات، في تحديدها أعضاء النظام اإلقليمي ؛) non - core states )؛ ودول األطراف ( core states القلــب أو دول المركــز ( penetrative )؛ ونظام االختراق والتغلغل ( peripheral states ودول الهامــش ( . وفــي مفــردات بوزان وويفر، تتوافق هذه المفاهيم على ((( ) intrusive system ال يستشــهد بوزان بهذا التصنيف حتى لو اســتخدمه من منظور أمني على نحو ما. وقد أشــار إليه ((( في سياق مراجعته الوجيزة لتحليالت بعض المؤلفين (الدراسات اإلقليمية والنظم الفرعية). يراجَع: Buzan, People, States and Fear, op.cit., p. 189. تمثــل دول القلــب محور التفاعالت الرئيســة داخل هذا النظام، وهــي التي تحدد طبيعته ومناخه ((( السياسي. أما دول األطراف فهي تلك الدول األعضاء في النظام لكنها ال تدخل في تفاعالت مكثفة مع بقية دول النظام، العتبارات جغرافية و/أو سياسية. تتسم التفاعالت في النظام الفرعي بالدينامية، حيث تتغير مواقع دول القلب من مرحلة إلى أخرى وتبعًا للظروف. أما دول الهامش فتقع على هامش النظام الفرعي، فهي على تخومه لكنها ليست جزءًا منه ألسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. ودول القلب ودول األطراف أكثر تجانسًا وتضامنًا من دول الهامش التي تتسم بأنها غير متجانسة ولديها تطلعاتها خار النظام الفرعي. وتتسم التفاعالت بين النظام الفرعي والهامش (الدول الهامشية) بأنها أهم من التفاعالت فيما بين الدول الهامشية. كما يمكن أن تؤد الدول الهامشية دورا داخل النظام اإلقليمي بمساعدة قوة كبرى لوجود عالقات عدائية مع دول النظام الفرعي أو النظام برمته. أما نظام االختراق فيشير إلى تأثير القوى الخارجية في النظام اإلقليمي ووحداته. يتحقق هذا االختراق بوســائل مختلفة (مثل المســاعدات االقتصادية، والقروض، والمســاعدة التقنية، والتحالفات العلنية أو الســرية، إلخ). وتؤثر حدة االختراق فــي النظــام اإلقليمي ومن ثم في العالقات بين وحداتــه، ويمس هذا التأثير بنية العالقات عبر الحد من الصراع وتشــجيع التعاون أو العكس. يتعاظم تركيز الدول الهامشــية والقوى الكبرى على دول القلب اعتمــادًا علــى أهميتهــا، بطريق التعاون أو الصراع، خدمة لمصالحها الخاصة. كما يمكن أن تطلب دولة من دول القلب في النظام اإلقليمي مساعدة قوة كبرى في حالة صراع مع دول أخرى في منطقة القلب. أخيرًا، تعد الطبيعة العدائية للعالقة اإلقليمية بين النظام اإلقليمي والهامش عنصرًا مهمًا في الحفاظ على ؛ 28 - 27 النظام بصفته ك ًلا . يُراجع: مطر وهالل، النظام اإلقليمي العربي، ص Thompson, « The Regional Subsystems… », art.cit., p.107-111; Feld and Boyd, « The Comparative Study of International Regions », op.cit., p. 27-28; Cantori and Spiegel, The International Politics of Regions, op.cit., p. 25.

71

Made with FlippingBook Online newsletter