كتاب غرب المتوسط

ما الظروف التي يتولّد فيها مركَب األمن؟ يوجد حيث تتمايز مجموعة من " يقــول بوزان إن مركَب األمن اإلقليمــي العالقات األمنية من الســياق العام (...). فتكون أشــكال االعتماد المتبادل في مجــال األمــن بين أعضاء المجموعة أشــد تركيزًا مما هي عليــه بين أعضائها والدول خارجها. لذلك سترتســم الحدود بين هذه المجموعات عبر الالمباالة . فروابط انعدام األمن ((( " النسبية المصاحبة لمدركاتها عن األمن والتفاعالت بينها الشديد بين إيران والعراق تدرجهما في مركَب األمن اإلقليمي نفسه، بينما يشير الضعف النســبي لمثل هذه الروابط بين إيران وباكســتان إلى وجود حدود بين مركَبَيــن لألمن اإلقليمي. كما يحا بــأن أنماط الحرب يمكنها أن تكون دلي ًلا كـ َب أمن إقليمي. ويتجلى هاهنا الوزن المعطى لمنظور الصراع � علــى وجود مر فــي تصــوره عن المركَب األمني. فيرى أن الحروب المختلفة التي نشــبت في جنوب آســيا لم يكن لها تأثير في جنوب شــرق آســيا أو الخليج، تمامًا كما لم يكن للحروب الكبرى في المنطقتَين األخيرتَين ســوى تأثير محدود نســبيًا وجود " فــي األولى. فتثبت هــذه اآلثار المحدودة جدًا لالضطرابات في الجوار مــن األنماط األمنية في آســيا، مما يشــير إلى وجــود ثالث مركّبات " نمــاذ خطوط الصداقة والعداء الفردية " لألمن اإلقليمي. بالنتيجة فإن " محلية متمايزة " هي التي تحدد وجود مركَب األمن اإلقليمي بدال " [وكذلك] الالمباالة بين الدول . لذلك، فإن اعتراف الفاعلين بإقليمهم " فكرة الوعي الذاتي بالنظام الفرعي " من بوصفه نظامًا إقليميًا ليس شــرطًا لوجود مركَب أمني. إذ يمكن لمركَب األمن " أن يوجد ويعمل على نحو مستقل " اإلقليمي، شأنه في ذلك شأن توازن القوى، سواء اعترف بوجوده فاعلون محليون كثر أم لم يفعلوا. بيد أن هؤالء الفاعلين التي قد يتعرضون لها، وإال فلن يكون " يتعرّفــون على خطوط التهديد الخاصة " . ((( لفكرة مركَب األمن اإلقليم معنى إن الدول على نحو عام، أكثر وعيًا بالتهديدات التي تشكّلها الدول األخرى عليها مقارنة بتلك التي تشــكلها هي للغير. ومســألة االعتراف هذه، مثلما يقول

(1) Buzan, People, States and Fear, op.cit., p. 192. (2) Ibid., p. 192-193.

75

Made with FlippingBook Online newsletter