كتاب غرب المتوسط

ال سيما مجموعة دول – المبادرات األمنية في اإلقليم والتفاعالت الناتجة منها الســاحل الخمس، يدل على وجود مركَب أمني في إقليم الساحل أيضًا، وذلك بفعل تأثير أمننة اإلرهاب من جهة، والسياسة التي تتبعها دول اإلقليم من جهة . ((( أخرى، ومنها تشاد التي تمثل القوة الرئيسة في مجموعة دول الساحل الخمس هل يتوافق مركَب األمن مع النمط الصارعي بالضرورة؟ يشدد بوزان على االعتماد المتبادل القائم على الخصومة بقدر تشديده على االعتماد المتبادل القائم على المصالح المشتركة، لكنه يؤكد أن نمط الصداقة/ العداء هو الســمة الرئيســة في مركَبات األمن اإلقليمية، وأن الســمة الثانية هي . ويبدو أن تحليله يندر ضمن تصور كارل شميت القائل بالتمييز ((( توازن القوى . واســتنادًا إلى ((( أو التعارض بين الصديق والعدو الذ تتجمّع الشــعوب وفقه ثنائية صديق/عدو، تشــمل مركَبات األمن اإلقليمية مجموعة واســعة تمتد من )، إلى التشكّل الصراعي حيث all amity الجماعة األمنية حيث الصداقة التامة ( . ((( )، مرورًا بالمنظومة األمنية (العداء الخاضع للسيطرة) all enmity العداء التام ( ويبعد بوزان التعاون من مركَبات األمن اإلقليمية ويجعل العداء عنصرًا جوهريًا ومهيكال فيها، على نحو يختزل هذا النمط إلى طرف ســلبي وواحد (العداء). والواقــع أن بوزان يؤكد أن العامل الرئيس الذ يحدد مركَبات األمن اإلقليمية مســتوى عال من التهديد/الخوف الذ تشــعر به على نحو متبادل " هو وجود

(1) Benantar, Les initiatives de sécurité au Maghreb et au Sahel, op.cit., (2) Buzan, People, States and Fear, op.cit., p. 190.

يقول شميت إن «التمييز النوعي للسياسي، الذ يمكن أن تُعزى إليه األفعال والبواعث السياسية ((( كافــة، هــو التمييز بين الصديق والعدو. ويقدم هــذا التمييز تعريفًا يرقى إلى مرتبة المعيار». وينبغي أخذ مفهومَي الصديق والعدو «بمعناهما الملموس والوجود ». Carl Schmitt, La notion de politique, théorie du partisan, Paris, Flammarion, 1992, p. 63-64, 67. يمكن االطالع على ترجمة عربية لهذا الكتاب في: كارل شميت، مفهوم السياسي، ترجمة سومر المير { } المترجم – ) 2017 محمود (القاهرة: مدارات للنشر والتوزيع، (4) Buzan, « Introduction: the Changing Security Agenda in Europe », op.cit., p. 10.

78

Made with FlippingBook Online newsletter