كتاب غرب المتوسط

القوى الرئيســة داخل اإلقليم: ويمكن أن تضاف إلى هذا النمط اآلثار الناتجة . وعلى النحو الذ أشرنا إليه آنفًا، يرى بوزان أن ((( " من اختراق القوى الخارجية العامل الرئيس الذ يحدد مركَب األمن اإلقليمي هو المستوى العالي من التهديد والخوف الذ تشعر به الدول الرئيسة في المنطقة بعضها حيال بعض. إضافة إلى الجوار يزيد من التفاعل في المســائل األمنية أكثر " ذلك، يؤكد بوزان وويفر أن . وفي هاتين الفكرتَين، النمط الذ يقدمانه ((( " مما يفعل في الشؤون االقتصادية أضيــق من الالزم، مــا يجعله ال يتفق مع الوقائع اإلقليمية المختلفة والمتنوعة. فال يمكن تطبيقه بهذه الصفة على غرب المتوسط ألن نمط العداء ال يحدد بنية جنوب، – جنوب، وال في البعد جنوب – األمن اإلقليمي هناك، ال في البعد شمال وحيث الجوار الجغرافي فيه يولّد تفاعالت اقتصادية كثيفة جدًا. حتى وإن كانت هذه الغلبة لالقتصاد لم تطلق عملية تكامل، ولم تنجح في احتواء عملية األمننة الجارية في العالقات األورومغاربية، على النحو الذ ســنوضحه في الفصلَين األخيرَين من هذا الكتاب. في رأ بالزاك، يمكن فهم مســألة األمن اإلقليمي باالنطالق من عاملَين يـ َن بالضرورة (ألن دور النخب السياســية وهويتها � أساســيَين لكنهمــا غير كافي ) الربــط التدرّجي بين مختلف 1 " االجتماعيــة متغيــر مهم في تطــور اإلقليم): . " ) حدة التفاعالت الخارجية 2 المجاالت السياسية واالقتصادية و/أو االجتماعية؛ ويترتــب علــى ذلك، من جهة، أن األمن اإلقليمي يقوم على االعتماد المتبادل، والــذ يختلف تبعًا لعنصرَين ســائدَين في اإلقليم همــا األنطولوجيا العالئقية وتوزيــع القدرات (العســكرية و/أو االقتصادية خاصة) بين الوحدات الدولتية؛ وأن هــذا االعتمــاد المتبادل، من جهة أخرى، قد يكــون إيجابيًا كما قد يكون . ((( سلبيًا خالصــة القول، يعني المنظار األمني فــي مركَبات األمن اإلقليمية، الذ يختزلهــا تقريبــا إلى أنماط صراعيــة بحتة، أن ديناميات مهمــة تمتد من إدارة (1) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 47. (2) Ibid., p. 45. (3) Balzacq, « La politique européenne de voisinage, un complexe de sécurité à géométrie variable », art.cit., p. 36.

82

Made with FlippingBook Online newsletter