كتاب غرب المتوسط

أكثــر مما هي قائمة على التكامل، بــخالف أوروبا. وباختصار، في حين ينبغي أن تؤخذ العوامل االقتصادية في الحسبان عند تحليل مركَبات األمن اإلقليمية، ليست مالئمة لفحص األمن " يبدو أن الشبكة التحليلية المستخدمة في دراستها ، مثلما يقــول بوزان. ولْنتذكر أن ((( " االقتصــاد بهــذه الصفة، في كل األحوال بــوزان وويفر يســتبعدان العامل االقتصاد مــن تصورهما الخاص عن مركب األمن اإلقليمي. في وقت يرى باحثون آخرون أن هذا العامل ينبغي أن يعتد به. يحا ّج ســعيد حداد بأن العوامل االقتصادية داخل مركَب األمن اإلقليمي تحدد العالقات التي يمكن أن توجد بين دوله وتؤثر فيها. وبما أن وجود المركَب يعزز االعتماد المتبادل القائم على الخصومات وذلك القائم على المصالح أيضًا، وبما أن درجة االعتماد المتبادل، السلبية واإليجابية، تكون أعلى داخل المركَب منهــا بين أعضائه والعالــم الخارجي، يمكن إذًا تعريف مركَب األمن اإلقليمي، بحسب حداد ، من خالل العوامل االقتصادية؛ ووجود منظمة إقليمية والحاجة إلــى مثل هذه المنظمــة؛ والتهديدات األمنية المدركة؛ والروابط الجيوسياســية . ينبغي أيضًا اإلشارة إلى ((( والتاريخية التي يمكن أن توجد بين أعضاء المركَب المركَبات األمنية تنطو على " تناقــض معيــن في تحليل بوزان: فهو يؤكــد أن ، في حين ((( " اعتماد متبادل قائم على الخصومة كما على المصالح المتشــاركة أن االقتصــاد، الذ يســتبعده من النمط الذ يقدمه، يعــد جزءًا من المصالح المشتركة. صحيح أن غلبة األمن قد تطغى على العامل االقتصاد ، مهما كانت كثافته، لكن التشكيالت اإلقليمية أشد تعقيدًا مثلما يتضح من إقليم غرب المتوسط. ففي جنوب، يتجلى الفصل بين المجال األمني والسياسي-العسكر – بعده جنوب جنوب – من جهة، والمجال االقتصاد من جهة أخرى، في حين أن بُعده شمال شديد التطور في جانبه االقتصاد . ومهما يكن من أمر، يصعب تهميش العامل (1) Buzan, People, States and Fear, op.cit., p. 201-202. (2) Haddadi, « The Western Mediterranean as a Security Complex: a Liaison between the European Union and the Middle East?», Jean Monnet Working Papers in Comparative International Politics, 24, 1999 – http://aei.pitt.edu/402/1/jmwp24.htm [consulté le 01/09/2018]. (3) Buzan, People, States and Fear, op.cit., Ibid., p. 190.

84

Made with FlippingBook Online newsletter