تتظافر " اإلقليمي. وفي الشرق األوسط على وجه الخصوص، " في مجال األمن فكرة األمة العربية وقوى اإلسالم العابرة للحدود، لتخلق مشهدًا سياسيًا إقليميًا كثيفًا. فالقومية العربية واإلسالم يضعفان الهوية المحلية للدول ويشرعنان درجة ، مما يحفز إنشــاء المنظمات اإلقليمية " عالية وغير اعتيادية من التداخل األمني (جامعة الدول العربية، ودول مجلس التعاون الخليجي، واتحاد المغرب العربي تحديد األشكال الرئيسة للصراع " ...). كما تسهم هذه العوامل إسهامًا قويًا في ، ال ســيما مع الدول الثالث غير العربية (إسرائيل وإيران وإثيوبيا)، " في اإلقليم . ((( بينها دولة مسلمة يتحدث بول نوبل، وقد أحسن تحليل هذه الخصوصيات التي تسِم العالم حين يتعلق األمر بوصف العالقات بين " اختالف بالطبيعة " العربــي، عــن وجود المجتمعــات العربية، بســبب عوامل (تاريخية، وثقافيــة، ولغوية، ودينية، إلخ) ولّدت شــعورًا قويًا بالهوية المشــتركة التي تتجاوز الهويات الوطنية. ما يجعل . ((( النظم السياسية قابلة لالختراق من الحركات المختلفة التي تعبر العالم العربي يقول نوبل إن النظام اإلقليمي العربي يختلف اختالفًا جوهريًا عن النظم التقليدية للــدول. إذ يبــدو مثل مجموعة من الكيانات المترابطة، أو مثل نظام واحد كبير س ـّم إلى أقســام تتفاوت في قابليتها لالختراق. لقد عزز الشــعور واإليمان � مق باالنتماء إلى العائلة نفسها واالشتراك في الهوية العربية ضرورة التضامن العربي، ما شكّل تحديًا دائمًا لشرعية الدول القائمة. وقد تولّد عن هذا الضغط قدر كبير من انعدام األمن بالنســبة للنظم القائمة. إضافة إلى ذلك، حين تصوغ الحكومة سياسة وطنية، تضطر إلى تبريرها باسم العروبة حتى تصير شرعية وإن تعارضت . ((( معها سياستها الخاصة تـُدر في التحليل حتى � إذا كانــت العوامــل الثقافية مهمة، ينبغي إذًا أن (1) Buzan, People, States and Fear, op.cit., p. 196-197. في التصور الذ يقدمه بوزان، يمتد الشرق األوسط من المغرب إلى عُمان ومن سورية إلى الصومال. (2) Paul C. Noble, « The Arab System: Pressures, Constraints and Opportunities », in Bahgat Korany and Ali E. Hillal Dessouki (eds.), The Foreign Policies of Arab States: The Challenge of Change, 2nd ed (Boulder: Westview Press, 1991), p. 55 (3) Ibid., p. 57
86
Made with FlippingBook Online newsletter