كتاب غرب المتوسط

. إذ خلقت نهاية الحرب الباردة، بالفعل، أنماطًا ((( اكتراث القوة العالمية تجاهها جديــدة من العالقات اإلقليمية عبر تأثير مزدو . فمن جهة، أدّت إلى التقليص من حدة الصراعات اإلقليمية في أقاليم معينة من العالم. وقوّضت الترتيبات التي كانــت تعين في احتواء الصراعات اإلقليمية من جهة أخرى. وهي في الحالتَين حفّزت نهاية " . في بعض مركَبات األمن اإلقليمية، ((( " أقلمة أكبر لألمن " عــززت الحرب الباردة الجهود الجارية لبناء المزيد من النظم اإلقليمية التعاونية وعززتها . وبهذا المعنى يرجح أن تكــون مركَبات األمن اإلقليمية ((( " فــي حاالت قليلــة " الحرية الجديدة " . لكن هذه ((( " الســاحات الرئيســة للصراع والشــؤون األمنية " يـ ًا واقتصاديًا على األطراف � لــم تغيــر البنية العالئقية: فالمركز مهيمن أيديولوج أكثــر مما كان عليــه خالل الحرب الباردة. وأما ثالثًا، فقد عززت نهاية الحرب الباردة التغير في طبيعة األجندة األمنية، والتوسيع الذ شمل الكثير من القضايا والفاعلين خار المجال العســكر ، تغير وتوســيع أمكن مالحظتهما بدءًا من . ((( سبعينيات القرن العشرين يحا ّج مورغان بأن تنقيحا لمفهوم مركَب األمن اإلقليمي يمكن أن يكون من حيث استقالليته وتميّزه من النظام العالمي. لقد ولّدت الحرب الباردة تراكبًا قويا إلى درجة أنه تم التخلي عن التركيز على األقاليم؛ ولذلك تحث نهايتُها على نوع مــن المراجعة. ثمة بعد اآلن اختراق أقل لألقاليم من جانب النظام العالمي. إذ . " اإلقليمي " يرى بعض المحللين أن الصراعات التي تنشب اليوم هي من النوع وفــي رأ آخريــن، يمكننا اآلن أن ندرك أن كثيرًا من الحروب الكبرى وانعدام . وينطبق األمر ((( األمن، عبر األعوام الخمسين الماضية، كانت إقليمية في أساسها على صراعات الشــرق األوسط التي لم تكن مرتبطة بالحرب الباردة في المقام . ((( األول، فال عجب إذًا أنها استمرت بعد نهايتها (1) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 18. (2) Lake and Morgan, « The New Regionalism in Security Affairs », op.cit., p. 14. (3) Ibid., p. 17. (4) Morgan, « Regional Security Complexes and Regional Orders », op.cit., p. 27. (5) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 17-18. (6) Morgan, « Regional Security Complexes and Regional Orders », op.cit., p. 27. (7) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 201.

88

Made with FlippingBook Online newsletter