فينتمي إلى مركَب األمن اإلقليمي الشــرق أوســطي ويتميز منه بغياب التراكب، . إذ لم يتعرض المغرب الكبير لتراكب قو حتى ((( أو حدته المتدنية على األقل في ذروة الحرب الباردة، محافظا على اســتقاللية معينة في مواجهة الديناميات دون اإلقليمية (المركَبات الفرعية للشــرق األدنى والخليج)، والدينامية المركزية الشرق أوسطية، والدينامية العالمية (التنافس بين القوتَين العظميَين). يختلف التحليل الذ نعرضه بشأن هذه الفكرة عن تحليل بوزان وويفر؛ إذ يعتبران أن المركَبات الفرعية، بما هي ثانوية بالنسبة إلى قلب المركَب (البلقان في أوروبا/االتحاد األوروبي على ســبيل المثال)، ال تشهد تراكبًا ألن المركَب . فالسياســة األمريكية أثناء الحرب ((( الفرعــي جزء من مركــب األمن اإلقليمي الباردة وبعدها، تُبد تنوعات كبيرة في تراكبها على مركَب األمن اإلقليمي في الشــرق األوســط تبعًا للمركَبات الفرعية المكونة لهذا األخير. فضال عن ذلك، إذا كان بــوزان وويفر يعرفان المركَبات الفرعيــة والمركَبات األمنية بالمفردات نفسها، فإنه من الصعب تسويغ التعامل معهما، سواء أكان من الناحية المنهجية أم اإلمبريقية، بصورة مختلفة حين يتعلق األمر بالتراكب. وبعيــدًا عــن مصالح القوى العظمى التي تدفعهــا إلى اختراق مركَب أمن إقليمي معيّن، فإن بنية األخير هي التي تؤد الدور الحاســم في هذه العملية. ordre de كلما عال النظام األمني ( " يقدم مورغان هاهنا ملحوظتَين أساســيتَين: كـ َب األمن اإلقليمي، قل انكشــافه أمام االختراق الخارجي، � ) فــي مر sécurité ؛ وكلما ارتفعت درجة " ألن ثمة عددًا أقل من النزاعات التي تســتدعي التدخل . " قل االنكشاف أمام االختراق الخارجي " النجاح في إدارة الصراعات اإلقليمية وخلص إلى أن تجنّب االختراق يشكل رصيدًا مهمًا في إدارة األمن اإلقليمي. بل السعي للحصول على االستقاللية عن التنافس بين الشرق والغرب كان قد شكّل أحد الدوافع إلنشــاء رابطة أمم جنوب شــرق آسيا. ومع ذلك، فإن استراتيجية التجنب ليســت ممكنة على الدوام؛ حيث إن بعض الصراعات اإلقليمية شديدة االســتعصاء لدرجة أنها تتطلب مســاهمة كبيرة من الفاعلين الرئيســين (القوى
يراجَع الفصل الثاني من هذا الكتاب. (((
(2) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 62.
90
Made with FlippingBook Online newsletter