فيمــا يتعلــق بتعرّض مركَب األمن اإلقليمي لالختــراق، يحلل اليك دور القــوى الكبــرى عبر مفهــوم اآلثار الخارجية، وهو بخالف بــوزان، يعتبر هذه القوى أعضاء في مركَب األمن اإلقليمي. إذ تسمح لها قدراتها على إبراز القوة حول العالم بالتدخل في أ مركَب كان تبعًا لما تمليه عليها مصالحها. وإرادة هذه القوى في االنخراط في إدارة النزاعات اإلقليمية والمساهمة في إقامة نظام إقليمي مرهونة بشــدة اآلثار الخارجية ذات الطابع األمني المنبثقة من اإلقليم. في حالة غياب آثار خارجية أمنية كافية، فإن اســتعدادها الســتيعاب " بالنتيجة، و . ومع ذلك، فإن القوى الكبرى التي " تكاليــف هــذه األفعال يكون محدودًا جدًا ســتتأثر باآلثار الخارجية األمنية وغير " تشــكل جزءًا من مركَب األمن اإلقليمي . وينطو هذا ((( " األمنيــة (...) علــى نحو متماثــل تقريبًا لتأثر لدول األخــرى ، التي هي أهم داخل اإلطار " آثار الجــوار " التحليــل على مشــكلة ألنه يتجاهل اإلقليمي المحدود، والتفاوت من حيث االنكشافات بين القوى الكبرى والدول األخرى التي تكون انكشــافاتها أكبر. إضافة إلى ذلك، تندر األقاليم التي تكون لمركَبات األمن اإلقليمية فيها آثار خارجية بعيدة المدى بحيث يصل تأثيرها إلى القوى الكبرى. ويشكل الشرق األوسط هاهنا استثناءً. فــي المقابــل، يرى اليك أن القوى الكبرى الموجودة خار مركَب األمن اإلقليمي يرجَح أال تتدخل إال إذا طُلب منها القيام بذلك بفعل عوامل داخلية. وعلى الرغم من أن اإلسهام الخارجي يمكنه أن تؤثر في الصراعات اإلقليمية، فإن عدم االهتمام الذ تُبديه القوى الكبرى حيال األقاليم يشير إلى أن إسهامها اليــوم قد يكون عموما محدودا مقارنة بما كان يحدث في الماضي. كما يمكن أن يؤد تدخّلُها إلى تأجيج الصراعات اإلقليمية، فتتحول عندها اآلثار الخارجية ذات الطابع المحلي إلى أخرى ذات طابع عالمي، ويتقلَص من ثم الطابع البارز لمركَبــات األمن اإلقليمية. فالقوى الخارجية حيــن تصير أكثر انخراطًا، يرجَح أن تخصــص موارد تقدمها للفاعليــن اإلقليميين، وهو ما قد يؤجج الصراعات . وهكذا يمكن أن (((ً س ـ ّع نطاقها أبعد من مســتوياتها التي كانت محلية ابتداء � ويو يحدث اتساع نطاق السمة الصراعية اإلقليمية بفِعل تصرفات الفاعلين المحليين (1) Lake, « Regional Security Complexes : a Systems Approach », op.cit., p. 64, 66. (2) Ibid., p. 62, 64-65.
97
Made with FlippingBook Online newsletter