99 |
في البيئة " دائم " فمنذ تسعينات القرن الماضي أصبحت هذه الشبكات، تتمتع بوجود الدولية يتعدى الحملات المتقطعة والنشاطية المؤقتة التي تهدف للاحتجاج على سلوك وسياســات الدول تجاه قضية ما. ولا تســعى هذه الشبكات إلى تغيير سياسات دول معينة فحسب، بل إلى تغيير طويل المدى يطول المبادئ والقيم المؤسّسة للعلاقات ) Margaret Keck الدولية وعلاقة الدولة-المجتمع. وتوضح كل من مارغريت كيك ( نشــطاء عبر الحدود: شبكات " ) في كتابهما: Kathryn Sikkink وكاثرين ســيكنك ( ، الذي ما زال يمثّل المرجع الأهم لفهم طبيعة ودور " المناصرة في السياسة الدولية هذه الشــبكات، أنها تشــمل عددًا من الفاعلين الرئيسيين كالمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، والحركات الاجتماعية المحلية، والإعلام، والمؤسســات الدينية، والاتحادات العمالية، والمفكرين، وأحيانًا عناصر من الســلطات التنفيذية والتشريعية الحكومية. وليس بالضرورة حضور جميع هذه الكيانات، وتقوم في الغالب المنظمات .) 8 غير الحكومية بالدور الأكبر فيها( كان الوجود المســتقر لشــبكات المناصرة في البيئة الدوليــة ثمرة للعلاقات العابرة للحدود، والتي أضيفت للأرضية القيمية والقانونية الدولية تماشيًا مع الرؤى المؤسسة للمنظومة الليبرالية الدولية التي ازدهرت في العقد الأخير من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ولفهم ذلك، من المهم الانتباه إلى البعد التكويني للعلاقة بين هذه الشــبكات والمنظومة الليبرالية الدولية، فما يســمح لهذه الشبكات بالوجــود والحركة والمســاومة والتأثير هو حقيقة أنهــا ليبرالية؛ وبالتالي فهي قادرة على اســتخلاص مواردها، خاصة الرمزية والقيمية، من الأســاس الفكري والقيمي للمنظومة نفســها، وهذا قد لا يتحقق لشــبكات عابرة للحدود لمناصرة قضايا غير ليبرالية كاستقرار الأسرة، أو احترام الرموز الدينية. قد تتساوى الكيانات غير الدولتية العابرة للحدود في الاستفادة من المنظومة الليبرالية والعلاقات العابرة للحدود على المستوى التنظيمي والتنسيقي، إلا أنه على مستوى بناء هويات مشتركة حول قضايا معينة فإن المنظومة الليبرالية تقدّم بيئة مناسبة لشبكات مناصرة الحقوق الليبرالية أكثر من غيرها من الحركات والشبكات ذات التوجهات غير الليبرالية. )، فإن التفاعل بين شبكات 1 )، كما في الشكل ( Boomerang طبقًا لنموذج بوميرانج ( المناصرة العابرة للحدود وبين الحركات الاحتجاجية المحلية عادة ما يكون كالتالي: عدم قدرة الكيانات الحقوقية والحركات الاجتماعية في الدول المنتهِكة للحقوق على
Made with FlippingBook Online newsletter