العدد 12 – نوفمبر/تشرين الثاني 2021

| 110

فخلال حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية مثّلت المعلومات -ولا تزال- المادة الخام للتنسيق، وتحديد الأهداف، وتوضيح المواقف. بالإضافة إلى التدوينات على منصة تويتر، تَشَارَك الناشطون في الحملة روابطَ من مصادر مختلفة كالمدونات، والمنصات الإخباريــة، وصفحات البيانات الاقتصادية، والمحاضرات المرئية من موقع يوتيوب، مثّل محتواها موارد تنظيمية تنســيقية وهوياتية ومشــاعرية كان لها أثر مهم في إطالة أمد الحملة. وتمثّل هذه المعلومات المتدفقة عبر شبكات رقمية جزءًا من شبكات دولية، تمر عبرها موارد ومنتجات مادية (أســلحة، مال، أمراض..) وغير مادية (معلومات، معتقدات، قيم..) كما ســبق ذكره. ويعمل الفاعلون الذين يمتلكون ســلطة سياسية أو تنظيمية على المراكز المحورية لهذه الشــبكة على الســيطرة على تدفقاتها. وبوجه ما، يمكن غير " مفاجأة " القول: إن الأعمال الاحتجاجية الشبكية ذات المنطلقات الدينية تمثّل ســارة في المنظومة المعلوماتية الدولية للأطراف جميعها، سواء للفاعلين الليبراليين ، أحد أهم " وادي السيليكون " من حكومات أو كيانات تنظيمية، خاصةً من يقطن منها معاقل الليبرالية الأميركية، التي ترى نفسها حليفًا لشبكات المناصرة العابرة للحدود، واللذان يحتلان معًا أرضية معتبرة من المنظومة الليبرالية الدولية، ولا يملكان مستوى عاليًا من التعاطف مع المطالبات ذات المنشــأ الديني، خاصة إذا كانت في مواجهة . " حرية تعبير " ما يرونه وفي المقابل، يتطلب الفعل التواصلي الشــبكي ذو المنطلقات الإسلامية عبور نقاط التقاء تحتلها الأنظمة السياسية المحلية التي عززت من قدراتها في مراقبة المعلومات ومنع تدفقها، بل واســتخدامها اســتراتيجيّا للتأثير ســلبًا على قدرة هذا الفعل على التنسيق والتنظيم وحشد الموارد الهوياتية والمشاعرية. لذلك، يكون التحرك السريع لإقناع أكبر عدد ممكن من الأفراد بالمشاركة في الفعل التواصلي الاحتجاجي، وخلق تأثير إدماجي سريع، من خلال نشر المعلومات، خطوة أولى جوهرية لهذا النوع من الحمــ ت. مع الوقت، تصبح هذه المعلومات عرضــة للمنع والمراقبة والحملات المعلوماتيــة المضادة، وعرضة كذلك للتأويل والتأطير وخلق تحيزات مضادة، وهذا ينقلنا للحديث عن التفاعل التأطيري للفعل التواصلي الإســ مي في إطار الشبكات الدولية.

Made with FlippingBook Online newsletter