| 118
والمدونــات يتنازع الأطراف قيمة ومعنى الممارســات المختلفة ذات الصلة بالدين والتديــن. وهنا، يجري بناء المــوارد الفكرية والقيمية الضروريــة لتأطير الحملات الاحتجاجية، والحشد على مستوى الهويات والمشاعر المشتركة. على ســبيل المثال، في ظل هيمنة خطاب حقوق المرأة الغربي والمفاهيم الجندرية على قضايا المرأة في كثير من المجتمعات المسلمة اليوم، قد يكون من الصعب تخيّل وتأطيرها في إطار القيم والأحكام " قيم الأسرة المسلمة " نجاح حملة للحفاظ على الشرعية الإسلامية. في المقابل، قد تبدو الإساءة إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم محفزًا كافيًا اليوم لإقناع عدد كبير من المســلمين بالمشــاركة في حملة للدفاع عن مقامه الكريم، ولكن من يدري ما ستكون عليه الحالة المزاجية والشعورية للأفراد في العالم الإسلامي في المستقبل، والتي قد لا تتعدى حالة (عدم الرضا-إثارة منخفضة) عند التعرض لهذا النوع من الإساءات. ومع الإثارة المنخفضة قد تفشل المحاولات التواصلية الشبكية في حشد ما يكفي من الموارد الهوياتية والمشاعرية لإطلاق حملة جماهيرية مُمَكّنَة شبكيّا واستمرارها. لوضــع هذه المســاهمة في إطار تفاعلــي، وتوضيح علاقتهــا بتفاعلات الحملات الاحتجاجيــة، خاصــة المســتوى التأطيــري، من المفيــد اســتخدام معادلة الفعل الاســتراتيجي، كما تظهر في أغلب أدبيات الدراســات الاستراتيجية والأمنية، والتي تقتــرح أن الفاعلية الاســتراتيجية تتكون من ثلاثة عناصــر: المصالح أو الأهداف، ). ومن خلال هذه المعادلة يمكننا تنظيم أفكارنا حول حشــد 47 والقدرات، والعزم( وتوجيه الموارد استراتيجيّا في سياق الفعل التواصلي الاحتجاجي، حيث يقوم تشارك المعلومات كمورد جوهري للعمل التواصلي بدور تحديد الأهداف في غياب تنظيم ســلطوي يقــوم بهذه المهمة كما فــي العمل الجماعي، بينما من المناســب وضع المقاطعة الشعبية للمنتجات الاستهلاكية والتأثير المادي الملموس الذي تنتجه تحت عنصر القدرات، وأخيرًا تنتظم الموارد الهوياتية والمشــاعرية المرتبطة بتأطير القضية ) Joshua D . Kertzer محــل الاحتجاج في عنصر العزم. ويعرّف جوشــوا كيرتزر ( العزم بأنه الثبات والصمود في سبيل المقصد " العزم في السياسة الدولية " في كتابه: .) 48 والاستمرار في سياسة ما على الرغم من الميل أو الرغبة، والإغراءات للتراجع( ويمثّل النفاذ إلى المعلومات في هذه الحالة نفاذًا إلى أرضية وجودية لا وجود لفعل تواصلي أو شــبكات مُمَكّنَة للجماهير بدونها، وعلى هذه الأرضية المعلوماتية التي
Made with FlippingBook Online newsletter