| 120
المحدود بتقسيمات وتصنيفات الحداثة والتي لا تخرج عن المستويات التالية: أو ً: حضور الإســ م كمصدر لهوية جامعة عابرة للحدود الوطنية ومؤسســة لإطار قانوني ومؤسسي وقيمي للعمل الجماعي بين الدول ذات الأغلبية المسلمة ولتفاعلها مع الدول الأخرى. ثانيًا: حضور الإسلام كمصدر ومرشد لتشكّل المصلحة الوطنية للدول ذات الأغلبية المسلمة بشكل منفرد أو على الأقل كقيد على (بعض) الاختيارات المتاحة لتحقيق مصالح وطنية مشكّلة ماديّا (الأمن والاقتصاد). ثالثًا: حضور الإســ م كمصدر لحشــد الموارد المعنوية والمادية لتنظيمات سياسية واجتماعية تعبّر عن رغبة قطاعات من المجتمعات المسلمة في العمل التنظيمي لدفع، واستشكال، وأحيانًا كثيرة منافسة الدولة في كل من المستويين الأول والثاني. رابعًا: حضور الإســ م في مســتوى التشــريعات المحلية والقيــم والمظاهر العامة والعلاقات الاجتماعية. خامسًــا: حضور الإســ م في مســتوى التدين الفردي الشــخصي كمرشد للسلوك الشخصي والاطمئنان الروحي. لا شك أن الإسلام فقد حضوره في كل من المستويين الأول والثاني منذ فترة طويلة، ربما منذ نشــأة النظام الإقليمي الحديث نفســه، بينما كان حضور الإسلام في المستوى الثالث الضحية الأبرز للثورات المضادة كما ذُكِر، بل أصبح يُخْشَى أيضًا على حضور الإسلام في كل من المستويات الرابع والخامس. لا شــك أن حضور الإســ م في أي من هذه المستويات مقيّد ومشروط بنوع التدين الشباب " الســائد والمســموح به سياسيّا، وكما يوضح هشــام جعفر في مقالته حول ؛ فإن الصراع حول أنماط التدين المتعددة هو صراع " المصري وبدائل الإســ ميين سياسي بامتياز وذلك بسبب اختراق السياسي للديني لدرجة تسمح له بإعادة إنتاجه ). وبالعودة إلى التنظيم الشــبكي 49 كتعبير عن مصالح القوى السياســية المســيطرة( والمنافع الناتجة عن تموضع الفاعلين في إطاره لفهم المصالح السياســية المحيطة بأنواع التدين، فإن النخب الحاكمة في الدول العربية تســعى إلى تعزيز تموضعاتها في الشــبكات الاقتصادية والأمنية العالمية وأحكامها التفويضية والتوزيعية للحصول على أكبر قدر من المكانة الاجتماعية والمنافع المادية. من المهم الإشــارة إلى أن هذه النخب، في ســعيها نحو تعزيز تموضعاتها الشــبكية العالمية، تبرّر هذا السعي من خلال بناء شبكات إقليمية أمنية واقتصادية فرعية قادرة
Made with FlippingBook Online newsletter