العدد 12 – نوفمبر/تشرين الثاني 2021

13 |

للكشــف عن الاختلاف بين بيئة " الصوتي والإلكتروني " والتليفزيــون، والفضاءيــن ). وأفرط في الاستنتاجات المدهشة كالإقرار 7 الاتصال الشــفهي والاتصال البصري( مثً بأن المصباح الكهربائي وسيط -حامل- بدون محتوى أو محمول! وأن الكهرباء )، لأن جلّ وسائط الاتصال تعتمد عليها، وينتفي 8 () Meta medium هي مِيتا وسيط ( ). واســتند في نظريته إلى 9 وجودها بدونها، وأن الكتاب أكثر مرؤئية من التليفزيون( ، مثل تشبيه عصر ما قبل الحروف الهجائية " الجريئة " التطابقات والتشبيهات التاريخية .) 10 بعصر الاتصال الإلكتروني( وانفرد ماكلوهان بإسقاطاته التاريخية من خلال ربط بعض الظواهر بوسائط الاتصال، كالقــول مثــ ً: إن النمط الخطي الذي فرضته المطبعة أثّر في مختلف الممارســات الاجتماعية حتى على طريقة اصطفاف التلاميذ في المدرسة، وعلى جلوسهم في القاعة بشكل خطي بعد أن كانوا يجلسون متحلّقين في التعليم الديني الذي ساد في عصر )! ولم يلجأ ماكلوهان إلى البحوث الأمبريقية لإثبات صحة حدسه 11 ما قبل المطبعة( ، ولم يســتعن بما توصلت إليه البحوث الإعلامية " النظرية " الافتراضي أو أطاريحه الأمبريقية في عصره، بل لم يتردّد في وصف روادها في الولايات المتحدة الأميركية بعــدم المعرفة؛ إذ رأى أنهم ضحية جهلهم الإبســتمولوجي في تحليلهم للتليفزيون Paul )) والإذاعة (بالنسبة لبول لازارسفيلد ( Wilbur Schramm (بالنسبة لولبر شرام ( .) 12 ))، واعتبر نفسه مجدّدًا للبحوث في مجال الميديا( Lazarsfeld إذن، تأسيسًا على استعارات ماكلوهان التي تشي بتنبؤاته في مجال الإعلام والاتصال )- وجود 13 () Roy Patrick يمكن أن نفترض -على غرار ما ذهب إليه رو باتريك ( اختــ ف كبير، في بعض الأحيان، بين بلاغــة خطاب ماكلوهان ومختلف تأويلاته. )، لاسيما 15 )، وقُوّلَت ما لم تقله( 14 هذا، إن لم نؤكد أن أفكاره تعرضت للتشويه( فــي الدرس الإعلامــي العربي. لقد تُوّجت هذه التأويــ ت بإلصاق بعض النعوت ،) 18 )، والفيلســوف( 17 ( " نبي الإنترنت " )، و 16 ( " نبي الميديــا " بماكلوهــان، مثل: ). هل تشــير هذه النعوت إلى أننا 21 ( " القديس " ) و 20 ( " الفنان " ) و 19 ومُنَظّر الميديا( أمــام شــخص متعدد الأوجه أم تعبّر عن غيــاب التوافق في تحديد مكانة ماكلوهان في بحوث الإعلام والاتصال؟ مهما كانت الإجابة عن هذا الســؤال فإنها تعجز عن إخفاء اللّبس الذي اكتنف بعض أفكار مارشــال ماكلوهان. لذا، نســأل: هل أسهمت البيئة الإعلامية الرقمية في إزالة هذا اللّبس وكشــفت عن خطورة تأويلات خطابه،

Made with FlippingBook Online newsletter