167 |
خلّف هذا التأخير فراغًا هوياتيّا/حضاريّا على مستوى الانتماء الديني للدول الإسلامية الإفريقية التي شارك أغلبها في مؤتمر الرباط التأسيسي. أ- عهد منظمة الوحدة الإفريقية ، وتضمن حينها جملة من القضايا 1963 صــدر ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية عــام المرتبطة بالتحرر والســيادة، ومحاربة التخلف الاقتصادي، والتعاون والتكامل، وقد الكتلة " اعترفت به الدســاتير الإفريقية، واتخذته مرجعًا لها من بين وثائقها الأساسية ، وعرفت كلها تعديلات مرتين فأكثر حســب ظروف كل دولة وعلاقتها " الدســتورية بالقوى الكبرى. ويمكن الإشــارة هنا إلى أن النظام الدولــي القائم يومها على الحرب الأيديولوجية بين المعســكرين الشرقي والغربي امتد إلى النصوص التشريعية عشية استقلالها كما ) التي تحظر كل الأنشطة والدعاية 39 ، خاصة المادة ( 1962 تجلى في دستور رواندا، ، ويأتي هذا النص على " الأديان والطوائف الدينية " للشيوعية، في سياق الحديث عن حساب خارطة المعتقدات الدينية. وحالت سياسة الحزب الواحد دون التناوب على السلطة وتطور المؤسسات وحضور المجتمع المدني، كما تسترت على قمع الدولة واحتكرت تمثيل الشــعب، وتلك إجراءات كفيلة بتكريس السلطوية، وجعل الحكم خارج النص القانوني قاعدة محكمة. كما يلاحظ في نفس الفترة ارتخاء النزعة الحقوقية؛ فلا حقوق مفصلة منصوص عليها ، حيث غلب عليه 1960 مثً للمعارضة، ولا اعتراف بها كما في الدســتور الغاني، ذكر المؤسسات الحكومية، أي جانب تسيير الدولة ومرافقها على اختلافها. لكــن المنظمة الإفريقية وقتهــا التزمت بكفالة الحرية الدينيــة، وانبثق عنها الميثاق ، وتُدبّجُه بعض الدول في دساتيرها، 1981 الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب عام ، ثم توغو 2001 ، وغينيا كوناكري في دســتور 1992 ، ومالــي 1991 مثــل: الغابون ، وغيرها من الدول. 2016 ، وإفريقيا الوسطى 2016 ، وكوت ديفوار 2007 ) من المتن التأسيسي للميثاق أن حرية العقيدة وممارسة الشعائر 8 وقد ورد في المادة ( الدينية مكفولة، ولا يجوز تعريض أحد لإجراءات تُقَيّد ممارســة هذه الحريات، مع مراعــاة القانون والنظــام العام. وجاءت تلك المادة مجملة فــي الميثاق، حيث لم يــرد ذكــر للتعليم الديني، ولا الحد الأدنى المعترف به لدى بعض الدول في مجال
Made with FlippingBook Online newsletter