العدد 12 – نوفمبر/تشرين الثاني 2021

173 |

ومسيحيين على اختلاف مذاهبهم وكذا الديانات التقليدية والديانات الآسيوية الوافدة، وقد ينتهي النسق إلى التكامل والتعايش (السنغال، تنزانيا) أو إلى التنابذ والاحتراب (إفريقيا الوسطى). ويرد الحديث عن النسق الديني في الدستور الإفريقي مرتبطًا بالطوائف الدينية والتعدد الديني، وهما مصطلحان دا ّن على تنوع المعتقدات بالقارة، وقد توجد عبارات غير صريحة كالهوية ومتطلباتها الدينية اعترافًا بخصوصية المكان والزمان، والقيم الثقافية .) 2016 والروحية والأخلاقية (ديباجة دستور كوت ديفوار وتمتد أواصر العقيدة لتتداخل مع الدبلوماســية، ســواء منها الرسمية أو الموازية؛ إذ ) من دســتور بوركينا 55 إن الرئيس يعتمد الســفراء لديه ويوفدهم، كما في المادة ( ، 2001 ، ودستور غينيا كوناكري، 2016 من دستور زامبيا، 93 ، والمادة 2015 فاسو، ) وغيرها. ومن بين تلك الدول التي تقيم معها الدول الإفريقية 42 كمــا فــي المادة ( علاقات دبلوماسية دولة الفاتيكان، وكذا منظمة التعاون الإسلامي، وهنا يصبح الدين شأنًا عابرًا للقارات والأمم والشعوب. ويتشــكّل الفاعلون في النســق الديني من طوائف عدة يكون لها تأثير مباشــر على الأفراد والجماعات اعتمادًا على الموروث الديني، غير أن هذا النسق ليس بالضرورة منسجمًا انسجامًا كليّا، بل يعرف تباينًا في داخله، وإن كانت تلك الطوائف ذات نفوذ .) 18 قوي ومتزايد( ويرى الأكاديمي، علي مزروعي، أن العلاقات الإسلامية-المســيحية شهدت مراحل وأطوارًا مختلفة؛ إذ عاشت مرة فترة صراع وتارة أخرى فترة تنافس ثم تعايش، وسواء كانت العلاقة صراعية تنافســية، أو علاقــة تآلف، فإنها تتحدد بثلاثة متغيرات تتمثّل في: أهمية العقيدة، والتوازن الاجتماعي في مجتمع ما، ثم الشرعية التاريخية في هذا المجتمع المعني، فالعوامل العقائدية والاجتماعية والتاريخية تسهم في تحديد العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في أي مكان من العالم. وفي إفريقيا، فإن هذه المحددات الثلاثية، الصراع والتنافس والتعاون من جانب، ثم العقيدة والمجتمع والتاريخ من جانب آخر، تجد فاعليتها في إطار ثلاثية أخرى هي الميــراث الثلاثي لإفريقيا القرن العشــرين الناجم عن الحضارة المحلية، والحضارة .) 19 الإسلامية، والحضارة الغربية( وقد اعترفت الأنظمة الإفريقية بالطوائف الدينية في دساتيرها منذ استقلالها استلهامًا

Made with FlippingBook Online newsletter