175 |
وتعد دولة زامبيا استثناء قاريّا بحكم صيغتها الدينية الصريحة؛ حيث نصّت في ديباجة ، لكنها تعترف في نفس الوثيقة " الجمهورية أمة مسيحية " الدستور على دينها الرسمي: بالتعدد الإثني والعرقي والديني والثقافي. فالطوائف تقوم باحتواء جماعات أو أقليات من نفس العرق أو العقيدة أو المذهب، وتدافــع عن مقدســاتها ومبادئها، باعتبار أن هؤلاء الأفراد لهــم الحق في الانتماء، والتعبير عن أنفسهم واختلافهم الديني في جو من الأمن والحماية، لأنهم لم يُخلقوا .) 22 بنفس التوجه الفكري أو العقائدي كغيرهم( وقد أفســحت الدول في المجال أمام الطوائف الدينية لأداء شعائرها التعبدية وإدارة ممتلكاتهــا، ونظمهــا التعليمية، فيما تركت لها النظر جزئيّا في أحوالها الشــخصية، فالمنظور الإفريقي للدين مرتبط بالممارسة اليومية ما ولّد من جانب كثرة المعتقدات والخرافات والأساطير، لكن يظل الحفاظ على حقوق الأقليات مبدأ دستوريّا، والتمايز قيمة اجتماعية لحفظ التوازن والاستقرار. ويلاحظ أن العلاقة بين الطوائف اتســمت داخل البلد الواحد، منذ أحداث الحادي ، بتوتر متنام بشكل غير مألوف (تنزانيا، وكوت ديفوار، 2001 عشر من سبتمبر/أيلول وجمهورية إفريقيا الوســطى) بســبب فشــل الدولة في إدارة التنوع العرقي والديني والشحن الخارجي والصراع على المصالح والنفوذ. ومواكبة للتطورات الراهنة من تطلع الشــعوب الإفريقية للتغيير والإصلاح وانسجامًا مــع الحقائــق الاجتماعية وتفعيــً لمركزية الدين في حيــاة الأفارقة، فإن كل ذلك يستدعي إنشاء مؤسسات دينية مستقلة تجعل من مهامها: - الحفاظ على الهوية الدينية للشعوب الإفريقية. - استلهام القيم الدينية والتجارب الثقافية الرائدة عند وضع السياسات العامة. - العمــل علــى ضمان الحريــات الدينية المنصــوص عليها فــي المواثيق الدولية والتشــريعات الوطنية مع الدعوة لاحترام الأديان والمقدسات وإدانة أي عنف وغلو باسم الدين. - التواصــل مــع الزعماء والقــادة الدينيين في الداخل والخارج من أجل التشــاور والتحاور حول المشترك الإنساني ومصير البشرية. - القيام بالوســاطات والمساعي الحميدة بين الفرقاء المتخاصمين على أي مستوى كان في الداخل والخارج.
Made with FlippingBook Online newsletter