العدد 12 – نوفمبر/تشرين الثاني 2021

189 |

ولعــل أبرز بُعد للدين والمعتقد في الممارســات الدســتورية الإفريقية يتلخص في الحفاظ على الهوية الحضارية لفئة المتدينين من أبناء الشــعب، واســتحضار أهمية المرجعيات في تسيير شؤون المجتمع، والقبول بالتنوع العقدي وإدارته على الشكل الذي يحفظ توازن المجتمع وخدمة الصالح العام بما يتفق مع المبادئ الدينية. ونصل هنا إلى بعض التوصيات: - تســفر خصوصية علاقة الدين بالســلطة فــي المجتمعات الإفريقيــة عن أواصر من التعايش والاندماج يرســخ المطلب الديني لدى المؤسســات العمومية الوطنية، ســواء أكانت سياســية أو اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية، ولذا كان حريّا بالســلطات العموميــة الاعتراف بالواقع الاجتماعي الديني المتعدد، وإثراء المدونات التشــريعية بدل تنميطها في قالب غربي متطابق معها في الأشكال " الأنظمة القانونية " والدستورية والمضامين، ويمكن أن يكون الدين رافدًا أساسيّا في تخليق الحياة السياسية، ومحاربة الفساد والرشوة والتنمية. - النظــر فــي مجال السياســة يتعين أن ينبني على المصلحة، وعلــى النخبة الدينية الإفريقية تقديم قراءات عميقة للنص لا تخرج عنه، ويتســع مداها لخدمة الإســ م والمســلمين، والإجابة على الإشــكاليات النظرية والتطبيقية التي تطرحها العودة إلى الحياة الإسلامية المعاصرة، سواء مع المسلم نفسه أو مع السلطة أو مع المخالف، وتطوير الحياة الاجتماعية والسياســية في مختلف مظاهرها، خصوصًا في ظل نشــأة الجامعات الأهلية والانفتاح على التراث السياسي سواء ما أُلِف في القارة أو خارجها. - إيجاد صيغ تشريعية وتدابير فعالة للواقع النيجيري على مستوى الولايات الشمالية تتكامل والدســتور الفيدرالي بعد مضي عقدين على قرار تحكيم الشريعة مما يحفظ وحــدة البلاد، ويعصمها من الانشــطار ويحصّن التعايش الســلمي والمواطنة وبناء الدولــة، وأداء دورهــا الإقليمي واحتلال مكانها اللائق بين الأمم. وهنا ينبغي تأهيل التعليم الديني ليقوم بدوره المرتقب بناء على متطلبات الحياة باتخاذه شــريكًا بدل إقصائه ومعاداته، على أن إحدى ركائز التعليم الديني امتلاك آلياته ومنها اللغة العربية وغيرها من العلوم، علاوة على تحسين عمل المرافق الدينية والهيئات الخيرية. - تكافؤ الفرص على مســتوى التشــريعات والقوانين بما يُمَكّن كل أمة من صياغة تشريعاتها الوطنية يُعد حاجة بشرية وانسجامًا تامّا مع هويتها الحضارية وقيمها بعيدًا عن التصنيفات والإملاءات الأممية باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان. كما أن ظهور

Made with FlippingBook Online newsletter