العدد 12 – نوفمبر/تشرين الثاني 2021

| 20

الجسد من إكراهات الوقت والمكان بإدماج مستخدميها في المسار الإعلامي. للدلالة " الإنسان غير المجسم " اســتوحى ماكلوهان استعارة " مجرة ماركوني " ومن على أن الشــخص الذي يتكلّم عبر الهاتــف أو الإذاعة يتحوّل عبر هذا الجهاز إلى مجرد صوت دون بدن. ويصبح الذي يتحدث في التليفزيون مجرد صوت وصورة! لقــد أُوِلت هذه الاســتعارة وكُيّفت مع البيئة الرقمية لتــدل على مقدرة التكنولوجيا الرقمية على جمع أكبر عدد من البيانات عن مستخدم الإنترنت من خلال ما يخلّفه من آثار في إبحاره في هذه الشبكة. وأضحى باستطاعة محركات البحث، وتطبيقات المســتخدم غير " التجســس في الإنترنت، جمع أكبر عدد من البيانات التي تشــكّل ). وفي إطار هذا المعنى، اســتُلهمت بعض الاســتعارات التي تؤكد 47 ( " المجســم ،) 48 () Homo Numericus سيطرة التكنولوجيا على الإنسان، مثل: الإنسان الرقمي ( .) 50 ، والإنسان وثيقة كأي وثيقة أخرى( " الإنسان العاري " و رابعًا: تصنيف وسائل الإعلام ). واستند Cool ) وباردة ( Hot صنّف ماكلوهان وسائل الإعلام إلى صنفين: ساخنة ( فــي تصنيفــه إلى مدى مشــاركة الجمهور بحواســه في تعامله مع الوســيلة. فتلك التــي تتطلب مشــاركة ضعيفة من قِبَل المتلقي/الجمهور، وهي ذات مســتوى عال من الوضوح، صُنّفت ســاخنة على غرار الإذاعــة، والطباعة، والصور الفوتوغرافية، والأفلام، والقراءة، لكونها تركز على حاســة واحدة تســخنها وتخدّر بقية الحواس؛ بمعنى أن الحواس تفقد توازنها في اســتخدامها. وهذا خلافًا للوســيلة الباردة التي تتطلب مشــاركة قوية، مثل الهاتف، والخطابــة، وأفلام الكارتون، والتليفزيون، التي تســتدعي كل الحواس. وتحقّق توازنها. لقــد توصل ماكلوهان من تصنيفه هذا إلى نتائج مذهلة؛ إذ يقول على سبيل المثال: إن التليفزيون يجذب، ويقود انتباهنا بشكل مكثــف يكاد يكون تنويميّا، فيتفاعل إحساســنا وعقلنا معه عبــر الإنارة والبلورات .) 51 الزجاجية( . عودة الهتمام بنظرية ماكلوهان 4 توجد العديد من العوامل التي ســاعدت على عــودة الاهتمام بأفكار ماكلوهان إلى ماكلوهان في العصر الحالي. سنقتصر " إعادة اكتشاف " درجة بات الاعتقاد راسخًا بـ على عاملين فقط يبدوان غير مفصليين، وهما:

Made with FlippingBook Online newsletter