| 242
أن أقدمت المواقع ذاتها على بيع معلومات وبيانات المستخدمين، وهو ما دفع البعض إلى تســمية ما يجري أشــبه ما يكون بشرائح مثبتة في أدمغة المستخدم لمراقبته كما تراقب طائرات بلا طيار (الدرون) مطلوبين عبر شريحة إلكترونية زرعها جاسوس في إن " سيارة أحدهم أو مكان وجودهم. وقد رصد ذلك كله تقرير نشره موقع الجزيرة: هذه الرؤية المأمولة بعالم جديد أكثر ديمقراطية كانت ساذجة، وبدً عن ذلك وفرت التكنولوجيا الجديدة ذاتها أدوات للحكومات تســتخدمها في المراقبة والحفاظ على السلطة، وعلى سبيل المثال، تسمح التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للمستبدين .) 24 ( " بأتمتة مراقبة وتتبع معارضيهم بطرق أقل تدخً بكثير من المراقبة التقليدية فقد استندت هذه الوسائل على تغذية مستمرة ومحدّثة وعلى مدار الساعة يقوم بها المستخدم نفسه على صفحته؛ مما سهّل جمع ذلك لمعرفة أحلامه وأشواقه ورغباته % من البيانات 98 وأســراره، لبيعها لاحقًا في ســوق الإعلانات، وقد رصد تقرير أن .) 25 التي يرفعها المستخدم على فيسبوك إنما تستخدم لاحقًا في الدعاية والإعلان( . غياب منظومة قيمية إعلامية 9 كان مــن تداعيات الإعــ م الجديد وإفرازاته على الإعــ م الورقي إغلاق صحف عالميــة عريقــة صاغت الرأي العــام العربي والعالمي لعقود، فســبّبَ خروجها من المشــهد أو تراجع دورها على الأقل حالة أشــبه ما تكون بحالة ســيولة في الإعلام العربي والعالمي، الذي بات عاجزًا عن تشــكيل رأي عام، مع تكاثر وتعاظم الضخ والدفــق الإعلامي والخبري من قبل الجميع دون وجود نواظم وأطر محددة موثوق الفوضوية " بها جمهورًا، وهو ما عنى فرض واقع جديد اتسم بحالة وصفها البعض بـ التي كثر فيها الغث والســمين، وساد فيها تفشي الأخبار الزائفة المضلّلة؛ " الإعلامية مما شــتّت آراء القارئ والمســتخدم سواء على المستوى السياسي أو العسكري، أو ، 19 حتى ما يتعلق بحياة الناس اليومية، ونرى انعكاسات ذلك على لقاحات كوفيد- وما يقوم به الإعلام الجديد المدفوع ربما من دول وجهات للتشكيك فيه. ووصل الأمر إلى أن عناصر المعادلة الإعلامية لم تعد هي ذاتها، فلم يعد الخبر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يجيب عن الأسئلة الخمس الضرورية والملازمة لأي خبــر. لقــد أصبح الخبر في الإعلام الجديد: (مــاذا حصل؟) بغضّ النظر عن الإجابة عن الأسئلة الأخرى: من فعل؟ ولماذا حصل؟ ناهيك عن غياب التحليلات والتعليقات عن الخبر ذاته. فقد غدا المستهلك للخبر يلهث على مدار الساعة بحثًا
Made with FlippingBook Online newsletter