العدد 12 – نوفمبر/تشرين الثاني 2021

| 244

وقد حذّر بعض الخبراء أخيرًا من ظاهرة بدأت تتسلل إلى مواقع التواصل الاجتماعي قد تمس العمل البحثي والأكاديمي وليس العملية الإعلامية بعد أن ســمح فيســبوك لحســابات وصفحات تدعو علانية إلى اســتعداد أصحابها لكتابة أطروحات دكتوراه وماجستير لمن يرغب في ذلك مقابل عائد مادي، وترافق هذا مع سياسة المنصة في محاربة كل من يعترض من المستخدمين على ظاهرة المثليين. خاتمة بدا واضحًا من خلال الدراسة أن المنصات الرقمية تقدمت كثيرًا على وسائل الإعلام التقليديــة في صناعة وتشــكيل الرأي العام، بــل وتدخلت حتى في تقرير مصير من يحكم في بعض الحالات من خلال اختراق المنصات الرقمية للانتخابات الأميركية والأوروبية، وبرز أيضًا دور الثورات المضادة في العالم العربي التي عززت مكانتها علــى حســاب الثورات العربيــة ومناصريها، وبدا ذلك بوضــوح من خلال إغلاق حسابات وصفحات للثورات العربية، ولعل ذروة ذلك ظهرت بافتتاح مراكز ومقرات لهذه المنصات في دول تعلن عداءها بشكل علني وصريح للربيع العربي؛ مما سهّل عليهــا التأثيــر على المنصات الرقمية، وهو ما زاد الشــكوك لدى أصحاب الثورات العربية في مصداقية وحيادية هذه المنصات الرقمية. لقد رأينا كيف مَثُل مالك فيسبوك أمام جلسات الكونغرس الأميركي، لكن لم ينجم عن ذلك شيء ملموس، أما التداعيات السلبية فقد تتواصل على الرغم من الجوانب الإيجابية التي لا يمكن استبعادها في هذه الوسائل، ولكن بلا شك فإن هامش الحرية يضيــق عــن بداية ظهورها. وفي ظل غياب تشــريعات حقيقية وواقعية تنظم العملية الإعلامية الجديدة لصالح المستخدمين وتُبعد سطوة ثلاثة أو أربعة من أباطرة إعلام الكرة الأرضية اليوم (فيســبوك وواتساب وإنســتغرام) بيد شخص واحد، فإن الأمر سيكون مقلقًا وخطيرًا ربما على الحريات. وقد شكّل ذلك في اعتقاد البعض من خلال المنصات الرقمية استبدادًا لكن من نوع آخر في ظل حذفها لعشرات الآلاف من الحسابات المهمة التي وثّقت جرائم حرب حقيقية إن كان في فلســطين أو في ســوريا أو في مصر ونحوها، وهو ما زرع الشك من قِبَل المستخدم تجاه هذه المنصات. والظاهر ستبقى إشكالية المنصات الرقمية هي المسيطرة على العالم خلال السنوات

Made with FlippingBook Online newsletter